همز ولمز وأشياء اخرى.. !

كتب محمود السقا- رام الله
هل محظور على فريق في وزن وثقل هلال القدس ان يخسر
في مشواره الاسيوي، حتى وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره؟
هذا
السؤال ألح عليّ بالاجابة، خصوصاً في ضوء بعض ردات الفعل، التي حرصتُ على مطالتها
عبر نافذة مواقع التواصل الاجتماعي، "فيس بوك" واخواتها.
هناك
ما يُشبه الغضب المُبالغ فيه، بسبب الخسارة، وهناك مَنْ عالج الموضوع من باب ردات
الفعل النزقة بطابع ونهج تصفية حسابات معينة.
ما
يهمني التاكيد عليه هو ان الهزائم واردة في عالم الكرة، وهي قدر مقدور لا راد له
ولا فكاك منه، بدليل ان الفرق والمنتخبات تعجز عن تفادي الغوص في اوحاله
ومستنقعاته، وأقرب مثال يمكن ان يقفز الى الخاطر منتخب الكرة البرازيلي، فقد خسر
على ارضه وبين جماهيره في مونديال 2014، وبسباعية هزت اركان الكرة البرازيلية، وهي
الاعلى كعباً، والأفضل شأناً، والأكثر تتويجاً على صعيد المونديال، فقد توجت خمس
مرات، وهو رقم قياسي.
لقد
تذمرت واستاءت الجماهير، وكل قطاعات الشعب البرازيلي من الاخفاق المُريع، وقد طال
الامر الرئاسة، لكن الجميع اجتر احزانه بصمت مُهيب، ولم نسمع شتماً ولا سباً، او
همزاً ولمزاً في هذا وذاك.
هلال القدس فريق
كبير، ولا ننسى انه خسر امام فريق كبير ايضاً، ولا ننسى ان الهلال لعب، تقريباً،
مع منتخب الكرة العُماني، لا أقول هذا من باب التبرير والتسويغ، ولكن من اجل
التبصير والتنوير بعالم الكرة الحافل بكل ما هو غريب وعجيب ولا يخطر على بال.
فلا
يُعقل، والحالة هذه، ان خسارة او حتى اثنتين تعنيان نهاية المطاف، أو هدم ما تم
بناؤه، وهو بالمناسبة يستحق التقدير والثناء.