لا داعي للاعتذار

كتب محمود السقا- رام الله
في معرض حديثه لقناة
"بي.إن.سبورت" القطرية في أعقاب انتهاء لقاء الأولمبي الفلسطيني، ونظيره
القطري بتفوق الأخير بثلاثة أهداف لهدف، اعتذر صانع الألعاب اللامع، محمود أبو
وردة لجماهير الكرة الفلسطينية على ضوء الخروج من منافسات بطولة أمم آسيا، التي
تدور أحداثها في الصين، حالياً، وسار على نفس النهج زميله المهاجم الواعد عدي
الدباغ.
اعتذار محمود أبو وردة ينم عن سمو أخلاق، وعشق
متأصل واحترام بلا حدود لفلسطين وشعبها الأبي.
شخصياً، لا أرى
سبباً لاعتذار أبو وردة، لأنه كما زملائه وطاقمه التدريبي، كفّوا ووفّوا وشرفوا
وطنهم، مثلما شرفوا الكرة الفلسطينية، واكدوا للقاصي والداني ان القفزات، التي
حققتها في الآونة الأخيرة، وتم التعبير عنها بتسلق سلالم المجد، دولياً وقارياً
وإقليمياً، ما هو إلا تأكيد على نجاعتها وحيويتها وديناميكيتها.
لو فرض المنطق الكروي نفسه لكان "فرسان
الأولمبي" هم الأحق والأجدر بالفوز، وليس المنتخب القطري، رغم احترامي
لالتزامه وانضباطه وجاهزيته وتناغم وتناسق صفوفه وعناصره، ورغم كل هذه الصفات
والخِصال، التي رسخها "العنابي" القطري، إلا انه تحوصل وتقوقع وانكفأ في
الشوط الثاني، وترك المسرح للفدائي الأولمبي، الذي فرض هيبته ووقاره وشخصيته
القوية، وتوج حضوره المثير بإصابة مرمى قطر مرتين، ولولا الإبداع الهائل، الذي
جسده الحارس القطري العملاق، لكان الفدائي خرج فائزاً بخماسية، فهناك حالات انفراد
بالجملة ضاعت وتبددت، ولم تُكتب لها النهاية الإيجابية، في حين تهيأت للاعبي قطر
ثلاث فرص سجلوا منها ثلاثة أهداف.
لقد خارت قوى لاعبي المنتخب القطري في الشوط
الثاني، وهو المنتخب، الذي يتم إعداده، منذ الآن، كي يلعب في المونديال القطري
2022.
الصورة المُشرقة، التي عكسها الفدائي
الأولمبي، يُفترض ان تدفعنا للبناء عليها، على كافة الأصعدة والمحاور، وكل ذلك
يحتاج الى الدعوة لورشة دورية شريطة ان يكون شخوصها من الصفوة المختارة من إداريين
وخبراء وفنيين ومدربين وصحافيين.