شريط الأخبار

لا للأحتلال الرياضي

لا للأحتلال الرياضي
بال سبورت :  

 

بقلم خالد الصيفي

مدير مؤسسة ابداع الدهيشة

يبدو إن كافة المحاولات التي بذلها ولازال يبذلها اعضاء الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة من اجل استصدار تصاريح خاصة لوفدي ابداع الدهيشة وخدمات البريج من اجل اقامة اللقاء النهائي لبطولة فلسطين بهذه اللعبة تراوح مكانها ... بل عادت الى مربعها الاول، بحكم المماطلة والرفض المتكرر من قبل الجهات الاسرائيلية المختصة .. حيث جاء ذلك مزامناً لعدم تمكن فرق القطاع بكرة القدم من مشاركة زملائهم في ضفة الوطن، وفي بطولة اريحا الشتوية لهذا العام ولنفس الاسباب ، ولا نتحدث هنا عن لم شمل الكرة العربية بل عن نشاطات داخل الوطن الواحد .. ولابد هنا ان اؤكد ليس بصفتي الأعتبارية كمسؤول ابداع ... بل بصفتي محباً وعاشق للون الكرة البرتقالي ومتابعاً لأحداثها لابد من التأكيد على الدور المميز والريادي الذي قام ولازال يقوم به اعضاء الاتحاد الفلسطيني بكرة السلة بشقيه في المحافظات الشمالية والجنوبية، وذلك بإنجاز بطولة الكأس للمحافظات الشمالية والجنوبية، واجراء عدد جيد من مباريات الدوري لفرق الدرجة الممتازة للمحافظات الشمالية ... عدا عن بطولات الانسان والفئات العمرية الاخرى والأشراف على عدد من البطولات المحلية الاخرى، كل ذلك بالرغم من جملة المعيقات التي يفرضها الاحتلال على كافة الاوجه الحياتيه الفلسطينية ، ربما في ذلك الوجه الرياضي ، وعلى ضوء ماسبق، ولان ثقافتنا الرياضية تؤمن بأن الرياضة بما في ذلك السلة والقدم وجدت ومورست من اجل تحطيم كل الحواجز، وتوحيد جغرافيا العالم وفواصلها المصطنعة ، بغض النظر عن اللون او الدين او المنشأ ... ويبدو ان هذه الثقافة ، لاتجد لها مكاناً للتطبيق في وطننا الحبيب، اذ لم تستطع الكرة الفلسطينية اختراق هذه الحواجز الاحتلالية ، بل وقعت اسيرة ومتسللة بشباكه متناسين بأن كل حواجز الكون لن تمنع فيروساً واحداً من مرض انفلونزا الطيور من العبور والتسلل ، وان هذا الفيروس لا يميز بين التضاريس الجغرافية ... إن كرتنا الفلسطينية هي ذات اللون والوزن المطابق للمواصفات العالمية، وأن الرميات الثلاثية والثنائية التي يحاول ان يجيدها لاعبونا، كما يجيدها زملائهم من لاعبي العالم ، ليست مدافع ثقيلة او خفيفة وهي ليست صواريخ القسام او محمد او جورج ... ولن تهدد امن احد ، بل إن حدود ملاعبنا الفلسطينية هي بنفس المقاييس الدولية .. وليست خاضعة لمفهوم التوسع الاستيطاني ، وتفتقد بأنها لن تمس حدود اي دولة من دول الجوار، وان منع لاعبينا من التهديف سواءاً بالسلة او القدم لن يؤثر ذلك على التمسك بأهداف شعبنا التي لطالما حلمنا بها ولازلنا ... ونؤكد هنا بأن كل هذه الممارسات العنصرية لن تدفعنا لأقامة لقاء ابداع الدهيشة وخدمات البريج على طريقة (الفيديو كونفرنس)  اقتداءاً وتقليداً لاجتماعات مجلسنا التشريعي الموقر ... بل ستزيدنا اصراراً على اللقاء ان لم يكن اليوم ... فغداً،  ولكي تكتمل استدارة القمر بليلنا الحالك ، وبنفس مقاييس الاستدارة لكرتنا الفلسطينية بإنتظار فجر الشمس القادم ، لابد لنا ان نشير وبواقعية الى مجموعة فن النقاط على هامش هذا الالم:

اولا- ان اصرارنا على اجراء هذا اللقاء ، يجب ان يكون على قمة اولويات اتحادنا ، نظراً لما يمثله هذا اللقاء من معاني اخرى فهو تأكيد رياضي على وحدة هذا الشعب بغض النظر عن جغرافيته المصطنعة ، وهو تأكيد على تحقيقه الحلم الفلسطيني عاجلاً ام آجلاً .. وهو تجسيد للوحدة واللحمة في احد اوجه حياتنا الفلسطينية .

ثانيا- ومن وجهة نظرنا ، فلا مانع هنا من اجراء هذا اللقاء خارج الوطن ، اذا لم نتمكن من اجرائه بالطريقة التقليدية المعتادة ، ليس تعاطياً وانسجاماً مع قرارات العزل والاغلاق، بل فضحاً لها وتشهيراً بها .. خاصة اذا مارافق ذلك حملة اعلامية لكشف وفضح هذه الممارسات والتي تعنصرت لتمس رياضتنا الفلسطينية .

ثالثا- ولاننا في الاتحادات الفلسطينية لسنا خارج دائرة الضغط الجوي، الذي تسببه مجموعة الاجراءات والممارسات الاحتلالية ، ولاننا لازلنا تحت طائلة زخات المطر الملوث دون مظلة .. ولكون رياضتنا الفلسطينية هي لوناً من الوان الطيف الفلسطيني الذي يسعى المنشور الزجاجي الاحتلالي الى تمزيقه وتحليله وتفريقه .. فإننا وما نمثله في القيادات والاتحادات الرياضية الفلسطينية مجبرون الى الانشداد الى الواقع العام الذي يعاني منه شعبنا الفلسطيني ، لنمثل بذلك العدسة المحدبة اللامة والمجمعة لكل الوان الطيف بإتجاه النقطة البؤرية والهدف العام، حيث يقع على عاتقنا فضح هذه الممارسات العنصرية بحق رياضتنا ، من خلال وضع عراقيل دائمة امام تطورها واحتكاكها الداخلي والخارجي، من خلال مراسلة كافة الاتحادات العربية والآسيوية والعالمية المعنية بهذه اللعبة والالعاب الاخرى، من اجل تشكيل لوبي رياضي ضاغط رسمي وشعبي .. والذي بدوره قد يؤثر سلباً على المشاركات الخارجية للفرق الاسرائيلية في العديد من المحافل الدولية، ليس من اجل فعل سلبي عبثي يستهدف الرياضة والرياضيين، بل من اجل الضغط لفتح منافذ حقيقية امام تطور رياضتنا الفلسطينية .

 رابعا- ولان ظلم ذوي القربى اشد ومع تأكيدنا على الدور المميز للحقل االصحافي الفلسطيني بما فيه الرياضة ، وخصوبة ارض هذا الحقل والذي انبت الكثير والجميل والمثمر رغم شح الامطار الا ان التميز والعنصرة لصالح لعبة على حساب اخرى هي اعشاب ضارة في هذا الحقل الجميل ، نأمل ونتمنى ان نعمل جميعاً على اجتثاثها لنعيد هذا الحقل لجماله، فبالرغم من انه قطاري الدوري بالسلة والقدم يسيران جنباً الى جنب نحتاج الى عدسة مكبرة حين نتصفح صحفنا الرياضية لنستطيع قراءة خبر هنا او هناك افلت من دائرة المركولة بالقدم ... كما ان عدم الاهتمام ببعض الاحداث غير الوصفية لمباراة هنا او هناك كالحدث الذي نتحدث عنه هنا هي مأخذ آخر على رجالات صحافتنا المحلية.

 خامسا- ولان رياضتنا الفلسطينية ذات نكهة خاصة، بمعنى وجود الهم العام والذي تفتقده معظم دول العالم ، لذا يقع على عاتق اتحاداتنا الفلسطينية وقياداتنا الرياضية العمل على زيادة التوازن في ظل انخفاض الجاذبية ، بحيث ان العمل في الحقل الرياضي الفلسطيني يتطلب جهداً اكبر والاهم رؤيا ثاقبة وشمولية ... وهنا نأخذ على اتحادنا الفلسطيني بكرة السلة عدم معالجة مثل هذه الموضوعات بشكلها وحجمها المطلوب واستغلال مثل هذه الاحداث لأعادة التوازن للمكيال الرياضي العالمي بخصوص النظر بعلمية لواقعنا العربي والفلسطيني ..
    واخيراً ... فقد طبل العالم ورقص وانتفضت الصحافة العالمية ، حين اقدم نفر قليل غير مسؤول من مشجعي كرة القدم الاسبان ، بالهتاف بشعارات عنصرية ضد اللاعب المحبوب اسود اللون الكاميروني " صامويل ايتو" وهددت وتوعدت الاتحادات الدولية وعلى رأسها الفيفا في حين لم نر او نسمع صوت زمارة او شبابة واحدة تنتقد جملة الممارسات والاجراءات القمعية الاحتلالية ضد كرتنا الفلسطينية وعبر عشرات السنين الخالية .. حيث بقيت ولا زالت هذه الكرة حبيسة هذه الشباك بإنتظار من ينصفها ويفك اسرها ، ولابد هنا من همسة رياضية لكل المهرولين خلف شعارات بناء جسور رياضية مع الطرف الآخر من اجل استثمار الرياضة في خدمة السلام ، تحت مظلة " التطبيع الرياضي " ... نقول آليس من الاولى اولاً فتح الابواب المغلقة لممارسة ) التطبيع الفلسطيني .. الفلسطيني ..... ).

مواضيع قد تهمك