المطلوب خطوات اخرى وجريئة يا اتحاد الكرة
القدس- كتب ياسين الرازم/ نجح الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم مرحلياً في نزع فتيل الازمة وبلغة كرة القدم تمكن من الاستحواذ على الكرة والاحتفاظ بها في ملعبه وتهدئة اللعب قبل شن هجمة مضادة، وذلك عندما تمكن رئيس الاتحاد احمد العفيفي وعضو الاتحاد والنائب الاسير الشيخ حاتم قفيشة باقناع نائب الرئيس جورج غطاس بالعدول وللمرة الثانية عن استقالته، وخاصة بعد الاجواء الايجابية التي سادت الاجتماع المركزي في رام الله وما تمخض عنه من قرارات وتفاهمات انية مهدت الطريق امام عودة غطاس.
لقد قام الاتحاد بتلبية بعض مطالب الشارع الرياضي وجمد البحث في مطالب اخرى على درجة عالية من الاهمية فشكل لجنة للاستئناف ولجنة فنية ونزل اخيراً عندما رغب الشارع بالاستعانة بالمدربين المحليين واختار المدرب الخلوق محمد الصباح مدرباً عاماً للمنتخب لمعاونة المدير الفني عزمي نصار الذي ندعو له بالشفاء العاجل والمدرب القدير غسان البلعاوي للمنتخب الاولمبي واذا كان الاتحاد قد استجاب لبعض المطالب فانه ما زال يناور قبل الاستجابة لمطالب اخرى ويرفض مجرد الحديث عن مطالب ثانية ويدير ظهره لمطلب هام وحيوي.
رغم ان الاتحاد يعرف جيداً ويعترف ضمنياً بوجود عيوب واخطاء واضحة في اللائحة الداخلية للدورات الا انه بدلاً من ان يسارع الى تشكيل لجنة مختصة لتعديل اللائحة يطلب من الاندية ارسال ملاحظاتها على اللائحة وهو بذلك يختار الطريق الأصعب والأطول ويصر على الامساك بزمام الامور، علماً بان تشكيل لجنة مختصة وادخال التعديلات عليها لا يتطلب اكثر من اسبوع، واستغرب هنا اصرار الاتحاد على المناورة غير المجدية.
ورغم تراكم الاخطاء وازدحام طاولة الاتحاد بالاعتراضات فانه يرفض وباصرار عجيب وغريب توسيع لجنة المسابقات العامة ورفدها بالخبرات العملية والكفاءات الأكاديمية بحجة انه لا يريد تحويلها الى برلمان والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا تصر اللجنة على اغلاق ابوابها ولمصلحة من توصد الابواب امام اضافة عدد قليل جداً من الكفاءات؟ وهل تقوم اللجنة بدورها على اكمل وجه حتى يتم الأكتفاء بعناصرها وهل الاستعانة بالكفاءات من خارج الاتحاد قوة ام ضعف؟
اما الملف او الموضوع الذي يصر الاتحاد على تجاهله والقفز عنه في كل مناسبة فهو ملف اللاعب المقدسي في المنتخبات الوطنية الذي اسقطه الاتحاد من جميع حساباته سواء الداخلية منها والخارجية، وليعذرني ابناء محافظة القدس في القول ان المقصود باللاعب المقدسي هو الذي يحمل هوية القدس الزرقاء وجواز السفر الاردني المؤقت ولا يسمح له، عمل جواز السفر الفلسطيني ويبلغ عدد هذه الاندية »17« نادياً تزدخر باللاعبين والنجوم القادرين على تمثيل المنتخبات الفلسطينية.
قلت في مناسبة سابقة ان امام الجمعية العمومية الاختيار بين امرين: اولهما الدعوة لأجراء انتخابات مبكرة وثانيهما تصويب اوضاع الاتحاد وتعزيز لجانه بالكوادر والكفاءات الرياضية، واذا كان الاتحاد قد اختار الخيار الثاني وعمل على تسوية اموره الداخلية وقام ببعض الخطوات الايجابية ولم تدخل بعد حيز التنفيذ او توضع على المحك فانه مطالب باتخاذ خطوات اخرى جريئة ان هو اراد الوصول بالكرة الفلسطينية محليا وخارجياً الى المراتب المتقدمة.
شخصياً ارى هذه الخطوات غير كافية ومنقوصة وحتى يكتب لها النجاح لابد من اتباعها بخطوات اخرى سريعة وجريئة ومسؤولة، لان لجنة الاستئناف ستبقى تعيش في دوامة من الفوضى والتناقضات والتأويلات ما لم يتم صياغة لائحة عصرية ومطورة للدورات الرياضية، وستواصل الاندية تقديم اعتراضاتها على سير الدوري وآلية توزيع المباريات ما لم يتم توسيع لجنة المسابقات ورفدها بعناصر تتمتع بالحيادية والمهنية الكافية، واذا كان الفوز على سنغافورة قد ارجأ بفتح الملفات المغلقة التي اشار اليها رجل الاعمال تيسير بركات فان عدم تحقيق النتائج الايجابية-لا قدر الله-امام العراق قد يعيد الامور الى المربع الاول وينفض الغبار عن هذه الملفات التي يتكتم عليها الاتحاد، وستبقى قضية اللاعب المقدسي اكبر من اي قضية اخرى كونها ذات ابعاد سياسية ووطنية ووجدانية ودينية قبل ان تكون رياضية.
لا اذيع سراً اذا ما قلت انني من دعاة الانتخابات المبكرة وفق الية جديدة وذلك لايماني الراسخ وقناعتي التامة ان المرحلة الراهنة والقادمة مرحلة دقيقة وصعبة يتطلب العمل فيها بنزاهة وشفافية وان الاستحقاقات الداخلية والخارجية تستدعي وضع الرجل المناسب في المكان والزمان المناسبين وعليه انصح الاخوة في الاتحاد استثمار حالة الهدوء والتوافق والتجانس ومراجعة الاخطاء السابقة وتقييم ما فات بموضوعية وتجرد والاسراع باتخاذ الخطوات الجريئة لتعزيز الخطوات السابقة بدون تردد او تلكؤ لاي سبب من الاسباب.
ان الشارع الرياضي لن يقبل هذه المرة بفشل الدوري ولن يرضى ايضاَ بتكرار سيناريو تصفيات كأس العالم لا قدر الله، واذا حدث احدهما سيكون من حقه محاسبة كل المقصرين وفي مقدمتهم رئيس واعضاء الاتحاد.