صورة بديعة مصدرها غزة

كتب محمود السقا- رام الله
تشدني، كثيراً، المناظر
البديعة، خصوصاً اذا كانت عبارة عن رجع صدى للحركة الرياضية، وكل ما يتفرع عنها.
بالامس شاهدت جماهير الكرة، وهي تحتشد بالالاف في ملعب فلسطين، بمحافظات الوطن
الجنوبية، لا شك ان المنظر قمة في الروعة، وهو تاكيد وتدليل على مدى حب الجماهير
للكرة في قطاع غزة، والواقع ان هذه الظاهرة ليست مفاجئة بالنسبة لي، شخصياً، فعشق
الكرة متأصل في خلجات قلوب الغزيين، وهذا الواقع من المهم البناء عليه، وهذا ما
ينبغي أخذه بالاعتبار.
منظر استاد فلسطين، وهو ممتلىء عن بكرة ابيه بالمتفرجين له دلالات كثيرة،
لعل أبرزها واهمها: ان الكرة في قطاع غزة في طريقها للعودة الى سابق عهدها، كواجهة
للكرة الفلسطينية، وكأكبر واهم رافد للمنتخبات الوطنية، بكل الوانها، فالجماهير هي
التي تصنع كرة جميلة ورشيقة، وهي التي تُحفز القطاع الخاص كي يستثمر في الملاعب
والميادين.
المشهد الحافل بالبهاء والجمال، الذي رسخته جماهير الكرة في ملعب فلسطين،
يحمل في احشائه رسائل كثيرة، وفي مقدمتها ان الحشد الجماهيري باق، ولن يتراجع او
يتزحزح كما هو الحال في محافظات الوطن الشمالية، فهناك لقاءات لا يتابعها سوى
اشخاص معدودين على أصابع اليد الواحدة، وهذا الواقع، يؤشر الى ان الكرة تتراجع في
الضفة الغربية، في حين انها على النقيض من ذلك في قطاع غزة، وهذا ما يجعلنا على
قناعة وثقة ان الكرة الغزية ستعود، وستكون عودتها قوية ومُظفرة خصوصاً في ظل
التوسع بالملاعب، والتي ينقصها، فقط، العشب الصناعي، والتوسعة في المدرجات كي
تستوعب اكبر قدر ممكن من الجماهير العاشقة.