كتب محمود السقا- رام الله

بعكس الحضور الجماهيري الحاشد لمنافسات دوري جوال لكرة السلة، فان مدرجات ملاعب الكرة تعاني من شُح جماهيري، علماً ان شعبية الكرة تتفوق، كثيراً، على مثيلتها في كرة السلة، وهي اللعبة، التي تنافس الكرة، لكنها لا تستطيع ان تُهدد عرشها.
تُرى لماذا تسجل ملاعب كرة السلة اقبالاً جماهيرياً، في حين تجأر ملاعب الكرة بالشكوى؟
في تقديري ان هذه الظاهرة، تحتاج الى دراسة مُعمقة ولا أقول عابرة، فإذا اردنا ان نصيب النجاح في كل امر، فان من الأهمية بمكان ان نُخضعه للبحث والنقاش، من خلال استقطاب الخبراء والمهتمين والمتابعين.
أما ان نترك الأمور تسير على عواهنها، فان ذلك معناه: ترك الظاهرة، أية ظاهرة، تتجذر وتستفحل من دون حلول ناجعة.
سبب العزوف الجماهيري على ملاعب الكرة، ليس وليد الصدفة، ولا هو ابن اليوم او الشهر، فلقد أطل برأسه منذ الموسم الماضي، وقد رفعنا اصواتنا، عالياً، وقلنا في حينه: ان الامر غير صحي، ويحتاج الى وقفة، لكن اصواتنا ذهبت في واد سحيق من دون ان يسمعها احد.
اليوم نجدد النداء، وأدعو اتحاد الكرة ان يطرح ملف العزوف الجماهيري للنقاش، على طاولة مستديرة، مع تسليمي اننا ما زلنا في بداية الموسم، وان منافسات الدوري تختلف، جذرياً، عن كأس الشهيد أبو عمار، ففي الدوري هناك تقرير مصير، وعدا ذلك، فانها مجرد بطولات تنشيطية.
الاقبال على ارتياد ملاعب كرة السلة عنصر مهم في تطوير وتعظيم شأن اللعبة، ما يتطلب ذلك من صانع القرار الرياضي ان يوعز، اليوم قبل غداً، لذوي الشأن الالتفات الى مشاريع البنية التحتية لهذه اللعبة الحيوية.