كتب محمود السقا- رام الله

كثيراً ما بادرنا الى طرح السؤال التالي: لماذا يتقدم الاجانب علينا كعرب في كافة المجالات، ومن ضمنها في الشق الرياضي، وكل ما يتفرع عنه؟
العالم المصري الراحل، د. احمد زويل، اجاب على السؤال عندما قال بما معناه: الغرب ليسوا عباقرة، ونحن لسنا اغبياء، هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح ونحن نُحارب الناجح حتى يفشل.
هذه الاجابة الشافية والوافية، تُجسد الواقع المؤلم، الذي يعيشه العالم العربي بكافة مكوناته ومجالاته.
ففي حين لا وجود للمجاملة في قاموس "الخواجات"، فاننا نُعلي من مداميك وصروح هذا النهج، غير الصحي، هم يحترمون القانون، ويقولون بملء أفواههم: "القانون حمار لكنه قانون"، ونحن نُدير ظهرنا للقوانين والانظمة واللوائح ولا نقيم لها وزن ولا شأن.
يرتكب رونالدو، لاعب ريال مدريد والمنتخب البرتغالي مخالفة غير مقبولة عندما يدفع الحكم فلا يتردد في اخراجه بالبطاقة الحمراء، وياتي اتحاد الكرة الاسباني فيُغلظ من العقوبة بحيث يُحرم اللاعب خمسة لقاءات، غير عابىء ولا مهتم انه من أشهر اللاعبين على مستوى العالم، وانه بمواهبه المتعددة قدم خدمات جليلة لكرة القدم، كل هذا قفز عنه اتحاد الكرة وانتصر للوائحه وانظمته، لأنها تستند الى اللعب النظيف، ورفع منسوب الاخلاق في الملاعب والميادين، باعتبارها الأساس في النهوض والتطور والارتقاء.
عندما نُقرر ان ننتصر للوائح والقوانين، وعندما ننحاز الى اللعب النظيف، ونتخلص من التعصب الأعمى والمقيت، وافتعال الشغب والازمات، داخل الملاعب وخارجها، وعندما لا نتردد في ايقاع أقسى العقوبات واغلظها بحق المسيء، وعندما نتعاطى، باحترام، مع الكفاءات والمواهب، فإننا ساعتئذ نشرع في اللحاق بـ"الاخواجات".