كتب محمود السقا- رام الله

عندما انتقل رونالدو من مانشستر يونايتد الانكليزي لريال مدريد العام 2009 مقابل 94 مليون دولار، ضجَّت الاوساط الكروية في اوروبا، عموماً، واسبانيا على وجه الخصوص، على وقع المبلغ غير المسبوق، والأشبه بالخيالي، لكن تبين فيما بعد ان امبراطور العقارات، والمقصود، هنا، فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، كان على حق، فقد استرد كامل المبلغ، خلال موسم واحد من بيع قمصان رونالدو ومقابلاته وحواراته وظهوره الاعلاني والتلفزيوني.
وتكرر نفس المشهد، تقريباً، عندما انتقل "خاميس رودريغيز" لريال مدريد بصفقة بلغت قيمتها 80 مليون يورو، فعادت الاوساط الكروية لتضج، ولسان حالها يُردد: كيف لرئيس نادي ريال مدريد ان يُغامر بدفع المبلغ الضخم، ومن جديد يُثبت "بيريز" انه العقلية الفذة في عالم التسويق والترويج، فقد استرد المبلغ من عائد قميص اللاعب الكولومبي من قارة امريكا اللاتينية، فحسب، لأن الاقبال على شراء الفتى الوسيم بلغ اوجه.
ينتقل "نيمار" الى فريق باريس سان جرمان مقابل صفقة تاريخية، من المتعذر ان تتحطم، وتبلغ قيمتها 222 مليون يورو، على مدار خمس سنوات، وسط ذهول ووجوم يُهيمن على عشاق الكرة واسرتها الواسعة، نظراً لضخامة المبلغ، فيخرج ناصر الخليفي، رئيس مجلس ادارة نادي باريس سان جرمان، فيقول بكل حسم وثقة: لننتظر موسمين وبعدها نرى كيف ستتضاعف القيمة السوقية للاعب البرازيلي.
بعد كل هذا الجنون المحموم، الذي تكرسه كرة القدم، فان لسان حال الاسرة الكروية الكونية يلهج قائلاً: تُرى ما الذي يدور في رأس القطريين كونهم المالكين للنادي الباريسي؟ وما هي الرسائل التي يرغبون في تطييرها؟ وهل الامر يتعلق بكرة القدم فحسب، أم ان له دوافع وخلفيات سياسية بحتة، خصوصاً وان قطر تمر بظروف صعبة، بسبب أزمتها المستحكمة مع السعودية ومصر والبحرين والامارات؟