كتب محمود السقا- رام الله

حالت العقوبة، التي يفرضها اتحاد الكرة دون ان يحترف الحارس المخضرم، عاصم ابو عاصي، في صفوف فريق جبل المكبر، الذي سبق وان ذاد عن مرماه، عندما كان "ابناء الجبل" في قمة حضورهم وعطائهم وتوهجهم، بفضل جماهيرهم الحاشدة، التي كانت ترسم لوحات بشرية مثيرة وشيقة.

لا أدري ما الذي حصل، بالضبط، حتى يتخذ اتحاد الكرة عقوبة مشددة ومُغلظة بحق عاصم ابو عاصي، ومدتها موسم كامل، لكن من المؤكد انه اقترف شيئاً، استحق عليه هذه العقوبة، وفي تقديري ان ما اقترفه الحارس المخضرم، يعتبر فادحاً، وأنا شخصياً أؤيد، وبشدة، ان يتشدد الاتحاد في عقوباته، وأن يتمسك بها، لأن مثل هذا النهج مُتبع في كافة البلدان، خصوصاً التي تنشد النهوض والارتقاء والسمو.

لقد حاول اتحاد الكرة الارجنتيني التخفيف من عقوبة "ميسي"، قائد "التانغو"، ولم ينجح الا بعد محاولات مستمية، تم التعبير عنها من خلال التقدم بكتاب استرحام لـ "الفيفا"، علماً ان الذنب، الذي اقترفه "ميسي"، انه انخرط في مشادة كلامية مع حكم اللقاء، فكان ان عوقب بالتجميد والحرمان على الصعيد الدولي.

عاصم ابو عاصي، بلغ من العمر 35 عاماً، ما يعني انه في مرحلة النضج، وكل تصرف غير مناسب او متواضع يُحسب عليه، فكيف اذا ارتكب مخالفة دفعت اتحاد الكرة كي يتوسع في العقوبة بحيث تمتد على مدار موسم كامل.

إن الاخلاق والاعتصام بفضائلها وشمائلها أهم بكثير من حسابات الفوز والخسارة، فنحن نلعب، من اجل رفعة الوطن، من كافة الجوانب، الرياضية والاجتماعية والسلوكية والصحية والترفيهية والاخلاقية والانضباطية.

إذا اراد عاصم ابو عاصي ان يعود الى الملاعب فينبغي عليه ان يُسارع الى رفع كتاب استرحام من اتحاد الكرة، كي ينظر فيه، ويقرر ما يراه مناسباً للعبة وللأجيال ايضاً.