كتب محمود السقا- رام الله

"لكل مقام مقال"، ولقاء نهائي كأس فلسطين السلوي، يستحق ان نُخصص له وقفة، كيف لا وفريق ارثوذكسي بيت ساحور تُوج بجدارة للمرة الثانية بنفس البطولة، ما يعني انه فريق قادم ليصبح واحداً من اقطاب السلة الفلسطينية؟

"الامور في خواتيمها"، والارثوذكسي لم يجزع ولم يهتز على وقع تقدم فريق السرية في الربع الاول بفارق مُريح بواقع 22-17، بل رد، بحسم وحزم، في الثلاثة ارباع الاخرى، وكانت له الغلبة في نهاية المطاف فجمع 71 نقطة مقابل 66 ، كانت كافية لتسميته بطلاً فمبروك له هذا الانجاز.

نجاح الارثوذكسي في حسم اللقاء له مسوغات ومبررات ودواع، فهو فريق منضبط ومنظم، ويتمتع بلياقة بدنية اسعفته لأن ترجح كفته على السرية العريق، ثم إنه يمتلك مدرباً واعداً.

صحيح أنه عصبي وحدّي، ولا يهدأ، ويترسم في سلوكياته وردات فعله خطى المدرب الارجنتيني "سامباولي"، الذي اخلى موقعه كمدرب لفريق اشبيلية الاسباني، تلبية لرغبته الجامحة، من اجل تدريب منتخب بلاده، الارجنتين.

فوز الارثوذكسي بالكأس، كان مستحقاً، ولو كان بعض لاعبيه، وتحديداً قصي عناني موفقاً في الرميات الحرة لكان مؤشر الفارق ارتفع الى عشرات النقاط.

السرية فريق بطولات، لكنه بدا غير ذلك في نهائي الكأس، فسليم سكاكيني لم يكن في يومه، ومقاعد البدلاء كانت تشكو من النقص والشّح، والجهد البدني لم يكن كما ينبغي.

اللوحة الاكثر جمالاً وبهاءً ورونقاً واشراقاً في نهائي الكأس، تمثلت بالحضور الجماهيري، الذي غصّت به المدرجات، خصوصاً من الضيف الزائر، فعشاقه لم يهدأوا على مدار اللقاء، فكان من الطبيعي ان يرد لهم اللاعبون الجميل باهدائهم الكأس.