كتب محمود السقا- رام الله

لا يوجد نجم فوق القانون، حتى وإن كان بحجم ووزن وثقل ميسي، كابتن منتخب الارجنتين، ولاعب برشلونة. تجاوز الخطوط الحمراء لا يمكن ان يمر مرور الكرام، كما هو الحال في عالمنا العربي، فالاخلاق والروح الرياضية، تتقدم على كل شيء، ومحاولة القفز عنها، عادة ما يُقابل بالروادع والزواجر، والعقوبات القاسية والمُغلظة.

بهذه الأساليب، الصحيحة والصحية، يتقدمون وينهضون ويعانقون ذرى المجد، فالمسيء لن يفلت من براثن العقاب، وسوف يدفع ثمن رعونته واستهتاره، والمُحسن عادة ما يُقابل بالحفاوة والاحترام والتقدير. لاعب كير بحجم ميسي، ارتكب خطأ فاحشاً، عندما سارع باتجاه الحكم المساعد في اعقاب لقاء منتخب بلاده الارجنتين وبوليفيا، وتطاول عليه بعبارات قاسية لا يمكن ان تصدر عن نجم مرموق مثل ميسي.

ولانه لا كبير امام قوانين وانظمة ولوائح الفيفا فقد كانت عقوبة ميسي مضاعفة، وربما مبالغ فيها ايضاً، عندما اوقفه اتحاد الكرة الدولي اربعة لقاءات، من دون ان يلتفت الى انه اثرى الكرة بمواهبه المتعددة وبقوة آدائه وباضافاته ومساهماته المميزة.

النجم الكبير في آدائه وعطائه وحضوره، ينبغي ان يكون كذلك في سلوكه وتصرفاته، فالنجم هو القدوة والنموذج للناشئة، ومن المهم ان تكون تصرفاته حميدة وحسنة، وطباعه ايجابية، وليست عدوانية.

حكم اللقاء، أو مساعدوه بشر من لحم ودم قد يخطئوا مثلما يصيبوا كثيراً، وخطأهم، الوارد والمتوقع، ليس معناه: نَصب أعواد المشانق لهم، أو التطاول عليهم بالسباب والشتائم، إنها صفات مرذولة وقبيحة، ولذلك عوقب ميسي بسببها.