كتب محمود السقا- رام الله

من أبرز واهم مظاهر نجاح أية بطولة، ان تحفل بالاثارة والندية وارتفاع حرار التنافس حتى الهزيع الاخير من عمرها، وفي تقديري ان ذلك ينطبق، بجلاء، على بطولة اندية الدرجة الاولى، أو ما اصطلح على تسميته بالاحتراف الجزئي، فهي بطولة ناجحة، لكن ليس لها حظ، لا في التسويق، ولا في الرعايات، وربما ان عزاءنا الوحيد انها تحظى بتغطية اعلامية لا تقل شأناً عن دوري المحترفين.

لم يتبق على اسدال ستائر البطولة سوى ثلاث مراحل، ومع ذلك، فان فريقين باتا معروفي المصير، الاول: فريق البيرة، حيث يتأهب للعودة الى دوري المحترفين، حتى وإن لم يتأهل، رسمياً، حتى موعد كتابة هذه السطور، أما الفريق الآخر، الذي حزم امتعته وارتحل الى مصاف اندية الدرجة الثانية فهو فريق العربي الصفافي، هذا الفريق، الذي أسفت، كثيراً، لهبوطه، خصوصاً انه من المدينة المقدسة، ما يعني الكثير.. الكثير، وكنت أتمنى لو ظل صامداً في الدرجة الاولى، لأن الاندية المقدسية قبل ان تُمارس الشق الرياضي، فهي تضطلع، ايضاً، بالجوانب الشبابية والثقافية والاجتماية وحتى السياسية.

في كل الاحوال، فان افرازات المرحلة التاسعة عشر، افضت الى سقوط فريقي: البيرة، لكنه ظل متمسكاً بلجام القمة، والقوات، وهو من الفرق الطامحة بالصعود للمحترفين. سقطة القوات، جاءت مُروعة، فقد تلقفت شباكها ثلاث كرات سلوانية خالصة، وترتب على ذلك السقوط قفز المكبر الى المركز الثالث، متساوياً بالنقاط مع القوات ومتخلفا بفارق الاهداف، فضلاً عن تجدد آمال الامعري، وحتى نادي جنين. الصراع على انتزاع بطاقة الصعود الثانية على أشده، وحال ذيل اللائحة لا يختلف عن مقدمتها، فهناك صراع شرس على تفادي الهبوط، وينحصر هذا الصراع في العبيدية وأبناء القدس وجمعية مسلمي الخليل وعسكر.