الصباح : يقلب الأوراق الفنية للدوري التصنيفي
الخليل- فايز نصار/ بكل كفاءة واقتدار يواصل ثقافي طولكرم ، التربع على صدارة ترتيب الدوري التصنيفي للدرجة الممتازة ، برصيد خمس عشرة نقطة من ست مباريات ، بخمسة انتصارات أمام الأمعري والبيرة والشباب وبلاطة وهلال أريحا ، وخسارة يتيمة أمام واد النيص ، مسجلا ثمانية عشر هدفا، مقابل أربعة أهداف فقط تلقاها مرماه .
وتؤكد هذه الأرقام نجاح الثقافي في كل شيء ، تتويجا للعمل الكبير الذي يقوم به الطاقم الفني ، بتحصين دفاعات الفريق ، وحيوية خط الوسط ، وفاعلية الهجوم ، من خلال نسيج مؤثر ، يستغل كل مقدرات اللاعبين ، بدنيا وفنيا وتكتيكيا ومعنويا .
استقرار الطاقم الفني
ويدين الفريق الكرمي بهذا الانجاز اللافت لمدربه محمد الصباح ، الذي يقود العارضة الفنية للفريق منذ سنوات ، محققا استقرارا فنيا ، يبدو انه كلمة السر في انجازات الثقافي ، التي يبدو أنها ستتواصل خلال المرحلة القادمة .
وكانت مباريات الدوري التصنيفي فرصة للثقافي ، الذي بدا جاهزا ، ولكن المدرب الصباح يؤكد بتواضع ، ان الفريق ما زال بحاجة الى عمل كبير ، لأن مباريات الدوري لم تنجح في تحقيق الأهداف الفنية ، واختبار الفرق جيدا ، بسبب التوقفات التي عرفها برنامج المنافسة خلال رمضان وبين العيدين ، وبسبب الأحوال الجوية والأمنية ، مما يرهق كاهل الأندية ، التي لا تستطيع توفير الاحتياجات المالية لهذا الدوري الطويل ، وغير المبرمج ، خاصة وان جميع المباريات تقام على ملاعب محايدة ، لا تفيد الأندية ماليا .
فرصة الناشئين
ولكن الصباح يؤكد لنا ان المدربين استفادوا من مباريات الدوري ، لأنهم اختبروا لاعبيهم ، واكتشف الشارع الرياضي مجموعة من المواهب ، التي سيكون لها شان في الملاعب ، وتشكل ذخيرة للفرق ، مثل محمد الجولاني ، معاذ مصطفى ، وعلي فحماوي ، وعايد جمهور ، وعلاء روما ، ومعن جمال ، وممدوح سالم ، وأحمد علان ، وبشار السيد ، وخلدون الحلمان ، وقد نجحت الفرق التي زجت بالعناصر الشابة ، ممن أثبتوا أنفسهم ، بشكل يحتم رعايتهم ، والاستفادة من قدراتهم، مؤكدا ان معظم الأندية لا تولي الاهتمام الكافي لهذه الفئة ، ولا تملك جرأة الزج بالعناصر الواعدة في المباريات الحساسة ، كما يفعل الثقافي ، الذي يلعب بثلاثة لاعبين أساسيين من مواليد 1989 .
تذبذب المستوى
ويرى الصباح ان المستوى العام للدوري غير مرض ، لعدم ثبات مستوى أداء الفرق ، وحتى الثقافي الذي يحتل الصدارة ، ما زال بحاجة الى عمل كبير ، اضافة الى أن المستوى متفاوت من فريق لآخر ، بشكل يتناسب مع الاهتمام الاداري والفني للفرق ، وظروف المناطق المختلفة .
صعوبة الظروف
ويذهب ابو أسامة بعيدا في هذا المجال ، حين يطالبني بالنشر على لسانه ، بان ظروفنا لا تساهم في ارتقاء المستوى ، بسبب غياب العوامل الموضوعية للانجاز التنافسي ، معترفا بان الثقافي الذي أصبح أكبر المرشحين للبطولة لم يخضع لفترة اعداد منتظمة ، ناهيك عن كون مستوى اللاعبين غير ثابت ، بسبب غياب الحوافز ، وعدم انتظام الدوري .
ضعف اللياقة البدنية
والأهم من كل ذلك – على ذمة الصباح- ان اللياقة البدنية للاعبين غير كافية ، ويستثني هنا لاعبي فريق واد النيص ، موافقا ما ذهب اليه المدرب الوطني عزمي نصار ، مرجعا ذلك الى ظروف العمل الصعبة والقاسية ، لأن تنظيم دوري قوي يحتاج الى امكانيات ، تفتقدها معظم الفرق .
مهمة المدربين
ويلح الصباح على ضرورة تعميم الثقافة الكروية في جميع الاندية ، من خلال توعية اللاعبين والمدربين بالجوانب التكتيكية ، التي تبدو ضعيفة في أداء معظم الفرق ، وذلك بسبب عدم انتظام فترة الاعداد ، وفترة المنافسة ، وغياب البدلاء الجاهزين ، وهذا ما يجعل المدرب يغير طريقة اللعب من مباراة لأخرى ، وخلال المباراة الواحدة ، وكل هذا انعكس على التحضير النفسي للاعبين ، بسب عدم ثبات ظروف التدريب والتنافس ، وبسبب عدم استقرار الطواقم الفنية للفرق ، لأن المدرب اذا كان مؤهلا ، يجب أن يمنح فترة اختبار كافية ، وعدم مطالبته بنتائج آنية ، كما يجب أن يمنح المدربون صلاحيات كاملة ، ويتابعون كل المراحل السنية للفرق ، حتى نضمن عملية التواصل بين فرق النادي ، كما يفعل الثقافي ، الذي يولي نفس الاهتمام لكل الفئات العمرية ، مما أهل الفريق للبروز في كل البطولات التي شارك فيها ، لجميع الأعمار ، وتطعيم الفريق الأول باللاعبين علي فحماوي ومعاذ مصطفى وسالم دروبي .
أبرز المرشحين
ويبدي المدرب الصباح اعجابه بفريق واد النيص ، الذي تطور كثيرا في الأشهر الماضية ، ولكن عيب الفريق أنه لا يملك البدلاء الجاهزين ، كما أن فريق البيرة الذي تراجعت نتائجه خلال الأسابيع الماضية ، يملك توافقا فنيا بوجود المدرب الجيد عبد الناصر بركات ، ومركز طولكرم بدوره يملك امكانات المنافسة ، ومشكلته في حراسة المرمى ، واذا عالج هذه المشكلة ، سيصبح فريقا يحسب له ألف حساب ، كما ان هلال أريحا استفاد من قدرات المدرب احمد الحسن في تنظيم الفريق ، مما جعله فريق منافسا .
مهمة المنتخب الوطني
ويرى الصباح ان المنتخب الوطني جسم رياضي ، يجب أن يحرص الجميع ، من انصار ومدربين واعلام وأندية على نجاحه ، ويجب أن يصب الجميع اهتمامه لرفع مستوى المتخب ، من خلال المصداقية الي يجب أن يتحلى بها الجميع ، متسائلا عن وجود العدالة في اختيار عناصر المنتخب ، وملحا على ضرورة أن تطبق المعايير الواقعية في الاختيار ، وهذه مهمة الطاقم الفني ، الذي يجب عليه مراقبة جميع اللاعبين ، وتحضير المنتخب داخليا وخارجيا ، مستفيدا من العمل الذي يقوم به المدربون في الأندية .
التأهل ليس مستحيلا
ولا يرى الصباح مستحيلا في عالم كرة القدم ، مؤكدا ما ذهب اليه المدرب منصور الحاج سعيد فيي كون مهمتنا الآسيوية صعبة ، ولكنها ليست مستحيلة ، اذا كان اختيارنا صحيح ، وتحضيرنا جيد ، واذا احسن استغلال العوامل المعنوية ، التي يجب استثمارها جيدا ، لأنه شخصيا يعرف لاعبين يترددون في الالتحاق بالمنتخب ، بسبب ظروفهم الشخصية ، وأوضاهم الادارية التي لم تعالج بواقعية .
رفض التطبيع
ويرفض الصباح كل أشكال التطبيع الرياضي ، على الصعيد الفردي والجماعي ، لأن الأمر منوط باستحقاقات سياسية ، مطالبا المسؤولين بقرارات واضحة في هذا المجال ، حتى لا نشاهد مظاهر تطبيعية تستغل الرياضيين ، كما حدث في برشلونة ، وكما يحدث في مدارس السلام ، ولقاءات المدربين والمؤسسات الرياضية .