كتب محمود السقا- رام الله

إذا كان العُرف الكروي يقول: إن الشوط الاول للاعبين، فان الشوط الثاني للمدربين، في اشارة الى الوقوف على حنكتهم وقدرتهم على ادارة دفة اللقاء، وفق مقتضيات اللعب وإفرازات الملعب.

بالامس أثبت زيدان انه يقرأ الملعب جيداً، وأنه يُدرك امكانيات وقدرات لاعبيه، وانه صاحب شخصية قوية، يتقبلها اللاعبون حتى وإن كان على خطأ، وبالفعل فقد اخطأ زيدان في اللقاء، الذي جمع فريقه و"الغواصات"، وهذا هو لقب فريق "فياريال"، أخطأ عندما أصر على الزج بكريم بنزيمة كمهاجم صريح، فبدا فاقداً الحيلة، خصوصاً في انهاء الهجمات، مع إنه الاكثر محاولة لهز الشباك،

واخطأ زيدان عندما أبقى على مودريتش، مع انه لم يُقدم ما هو مطلوب منه، خصوصاً في الآونة الاخيرة. تخطئة زيدان لا يندرج، أبداً، في اطار "الفذلكة" او حتى الإدعاء المُزيف بفهم فنون الكرة وخفاياها، بقدر ما هو انحياز لما افرزه اللقاء.

اقرأوا معي ماذا قال زيدان في اعقاب لقاء الاثارة والمتعة والندية: لقد كانت جماهير "الملكي" على حق عندما طالبت الزج بالثنائي: موراتا وايسكو، ماذا يعني هذا الكلام؟ ألا يعني ان زيدان كان على خطأ عندما أصر على التشكيلة التي لعب بها اللقاء؟

لقد أفلح موراتا في اصابة الشباك، برأسية عصفت بالشباك واعلنت عن تفوق "الريال"، وقد نجح ايسكو في تحريك خط المنتصف، في الوقت، الذي كان يعاني من سوء تغطية لخط الظهر، لأن مودريتش بدا عادياً، وكذا الحال بالنسبة لأفضل قاطع كرات، والمقصود، هنا، كاسيمرو. عودة "الريال" باللقاء، وهو الذي كان مُتخلفا بثنائية، تؤكد ان كرة القدم هي عبارة عن اصرار وعزيمة وتوظيف صحيح للاعبين.