شريط الأخبار

الاعتراف سيد الادلة

الاعتراف سيد الادلة
بال سبورت :  


كتب محمود السقا- رام الله

في منطق المشتغلين بالقانون، وكل ما يتفرع، او ينبثق عنه، فإن "الاعتراف هو سيد الأدلة"، هكذا فعل "أرسين فينغر"، مدرب فريق الارسنال الانكليزي، لم يُماطل او يُسوف، أو حتى ينكر التهمة الموجهة له، وتتمثل بشتم الحكم الرابع والتطاول عليه بأقذع السباب، خلال لقاء فريقه مع "بيرنلي"، ضمن منافسات كأس الاتحاد الانكليزي، الذي انتهى بثنائية لصالح "المدفعجية"، وهذا هو لقب فريق ارسنال، بل اعترف بخطئه، مثلما اعترف انه دفع الحكم.
ولأن القانون هو سيد الموقف، ولأنه يسري على الكبير قبل الصغير، ولأنه لا يُحابي ولا يجامل، ولا يغض الطرف عن هذا أو ذاك، لأنه من عليّة القوم، ولان الجميع يتساوى امامه، فان ارسين فينجر نال جزاءه العادل بايقافه اربعة لقاءات عن مرافقة فريقه.
أينما تجد العدل، يتصدر المشهد فاعلم، يا رعاك الله، ان دواليب العمل تدور بأقصى جهدها وسرعتها، وان الكل يتفانى ويخلص ويبذل الغالي والنفيس، من اجل رفعة شأن بلده ووطنه، وبالطبع من خلال المجال والاطار، الذي يعمل فيه، فسيادة منطق العدل هو الذي يُحفز على الابداع واجتراح المعجزات، لأن المبدع يطمئن الى انه سينال حقه، وسيكافأ بأنفس الجوائز واعظمها مقابل ابداعه وبراعته.
لم يأخذ قانون أو لائحة اتحاد الكرة الانكليزي في الاعتبار ان أرسين فينغر، يعمل في انكلترا، منذ عشرات السنين، أو انه صاحب فضل في تعظيم شأن الكرة الانكليزية، كي يسوغ أو يبرر ما اقترفه تجاه الحكم، بل سارع الى معاقبته، انتصاراً وإعمالاً للقانون، وهذا هو الموقف الصحيح والرشيد، الذي يفضي الى جلب الانجازات ومراكمتها.
الكل امام القانون سواسية كأسنان المشط، فالمسيء يُعاقب، والمُحسن يكافأ، وهذه القاعدة قبل ان تكون ذهبية فهي ربانية، وهي التي احتكم ويحتكم لها الانكليز، ولن يسمحوا لأحد الإخلال او العبث بها، لأن العبث معناه: السماح بالبقاء في دائرة التخلف والتكلس والظلال القاتمة، ولا أقول الرمادية.

مواضيع قد تهمك