كرة القدم أشرف المعارك، على رأي شاعرنا الكبير الراحل، محمود درويش، وهي بالفعل كذلك.

بالامس كانت المعركة بين ريال مدريد، واشبيلية ضارية، ومثيرة وحافلة بكل ما هو شيق وجميل، فقد شاهدنا كل الوان وصنوف المتعة، شاهدنا الندية والاثارة وقوة الآداء والسرعة والمهارة والضغط العالي، والرجولة والالتحام من دون اخطاء.

شاهدنا كيف ان اشبيلية لم يتزعزع حتى عندما اهتزت شباكه، فقد سارع الى الضغط، بكل قوة، من اجل تعويض الهدف، وقد كان له ما أراد عندما حاصر مرمى الريال وهدده بوابل من الفرص ما ترتب عليها ارتباك القائد "سيرجيو راموس"، فأصاب مرماه بنيران صديقة، وبعدها استقبلت شباك الحارس "نافاس" هدف التفوق القاتل لتنتهي المواجهة بهدفين لهدف.

السؤال الذي لا بد من طرحه يقول: لماذا خسر ريال مدريد بعد مشوار ماراثوني من الانتصارات المستحقة، بلغت في محصلتها الاجمالية اربعين فوزاً، رقم قياسي. تقديري الشخصي ان المدير الفني لـ "الملكي"، زين الدين زيدان هو سبب الخسارة، فطريقة اللعب، التي عَمَدَ اليها وتمثلت بـ 3-5-2 هي التي أفضت الى الهزيمة، ليس هذا فحسب، بل إن تموضع اللاعبين كانت سبباً اخر في الخسارة، فقد لعب الريال بسيرجيو راموس وفاران وناتشو في محور الدفاع، واوعز لظهيري الجنب: كارفخال ومارسيلو للتقدم لوسط الميدان كي يلعبا الى جانب كاسيمرو، لاعب الارتكاز، أو قاطع الكرات، وكروس ومودريتش، في حين زج برونالدو وابن زيمة للعب في الامام.

هذا النهج أثر على آداء الريال، فظهرت المساحات والثغرات، خصوصاً في دفاعه، وتحديداً على الاطراف، لأن فاران وناتشو لا يجيدان اللعب على المحاور، بل في العمق الدفاعي، وليت الامر توقف عند هذا الحدّ، بل إن القائد راموس بذل مجهوداً مضاعفاً في العمق الدفاعي، وظهر عليه التعب والارهاق، ما افضى الى اصابة شباكه برأسية عصفت بمرمى حارسه نافاس.