حوار كامل غريب/  سيظل التحكيم الفلسطيني هو احد المفاصل المهمة في كرتنا الفلسطينية الذي مر في الآونة الأخيرة بحدث هام، هو ترشيح الحكام للحصول على الشارة الدولية للعام الجديد كما هو متبع سنويا، ويبدو أن الترشيح الدولي اغضب العديد من الحكام واسعد آخرين، وبرزت على السطح قضية اعتذار الحكم الدولي السابق إبراهيم أبو العيش عن إدارة لقاءات الدوري الفلسطيني قبل صدور القائمة الدولية من "الفيفا" احتجاجا على آلية الترشيح التي اتبعتها لجنة الحكام المركزية لذلك حرص الحكم الدولي إبراهيم أبو العيش على توضيح العديد من الحقائق وإعلان اعتزاله التحكيم نهائيا، فكان لابد من إجراء هذا الحوار القصير مع ابو العيش احد ابرز الحكام الفلسطينيين على الساحة ومن أكثرهم تحكيما في المحافل العربية والآسيوية فتابعوا معنا هذا الحوار ...

 أين أنت كابتن من إدارة لقاءات الدوري التصنيفي؟
أنا مبتعد الآن نهائيا عن التحكيم ومهتم في عملي ومتواجد بين اهلي وأصدقائي بعدما قدمت طلب اعتذار عن إدارة أي لقاء خلال شهر نوفمبر الماضي لعدة أسباب.

 هل يمكن أن توضح تلك الاسباب؟
هو سبب وحيد ولكنه هام وهو عدم وجود الشفافية والحيادية والنزاهة من قبل لجنة الحكام المركزية في غزة في التعامل مع آلية ترشيح الحكم الفلسطيني للحصول على الشارة الدولية، أضف إلى ذلك أن اللجنة لم تكن على مستوى المسؤولية وتجهل ابسط الأمور التحكيمية الى جانب عدم الكفاءة المهنية والقدرة على تحليل المواقف التحكيمية وهي تبث المعلومات الخاطئة للحكام لأنهم غير مطلعين على كل ما هو جديد في عالم التحكيم.

كيف ذلك؟
لجنة الحكام المركزية لم تتعاطى بالشكل السليم والصحيح والمتبع في آلية الترشيح الدولي، ما ظلم العديد من الحكام المميزين في الحصول على الشارة الدولية حيث أن آلية الترشيح للقائمة الدولية تنص على أن تقوم اللجنة بوضع من تريد في المراكز المتقدمة الأولى الأفضل فالأفضل وحسب اختبار اللياقة البدنية "كوبر" وهذا لم يحدث على الإطلاق، ولم يتبع لجهل اللجنة بآلية الترشيح للأسف ورشحت اللجنة حكاما للقائمة الدولية لم يجتازوا اختبار كوبر.

 لكن لجنة الحكام المركزية بررت ذلك بان الاتحاد الدولي طلب من الاتحادات الأهلية وضع المستجدين على رأس القائمة وهو ما حدث؟
للأسف هذا ما تبرره لجنة الحكام وهو غير صحيح ومن وهم خيالهم لان الاتحادات الأهلية العربية لا يوجد أي حكم مستجد او جديد على قائمتها الدولية وسألت أنا العديد من الزملاء وخبراء في العالم العربي.

 من الواضح انك "غضبان" لعدم وجود اسمك في القائمة الدولية الأخيرة؟
لماذا لم أكن موجودا طالما اعرف أنني كنت الأفضل في كل شئ ففي اختبار كوبر قبل الترشيح الدولي كنت في المقدمة مع الحكم محمود الجيش واستطعنا الدوران حول الملعب 11 مرة واجتزنا الاختبار بكل نجاح وتاريخي التحكيمي محليا وعربيا وخبراتي معروفة للجميع.

 إذن أنت تقر بوجود ظلم للعديد من الحكام بعد صدور القائمة الدولية الأخيرة؟
بكل تأكيد كامل وهناك ظلم فاضح نتيجة سياسة لجنة الحكام وعملها العشوائي وغير المنظم وجهلها لآلية الترشيح الدولي مما ظلم العديد من الحكام المشهود لها بالكفاءة في غزة والضفة وللأسف شريحة الحكام هذه هم من يديرون لقاءت الدوري الصعبة جدا جدا.

 لماذا لم تنوه لجنة الحكام وتخبرها بآلية الترشيح الدولي طالما انك تعرفها جيدا؟
هذا ما قمت به فعلا فبعد أن قدمت اعتذاري عن التحكيم لشهر نوفمبر، اتصلت بالسيد أمين سر لجنة الحكام والسيد أمين سر المساعد في الاتحاد ناهض الهور وأبلغتهما بالالية الجديدة فسخروا ولم يهتموا بكلامي للأسف، كذلك حذرهم عضو اتحاد آخر من ذلك وللأسف لم يبالوا وكان الأجدر أن تقوم لجنة الحكام بالاتصال بذوي الاختصاص لتوضيح الصورة للإخوة الحكام وإطلاعهم على ذلك وثبت كلامي الصحيح بعد ذلك عن سفر زملائي الحكام محمود الجيش وعنان الرواغ لقطر ابلغوهما بالتقليص وان أوراق الترشيح القديمة تمت إعادتها للدول وللأسف هنا لم نهتم ولم نقم حتى لو بالاستفسار عن هذا الكلام.

 هل يمكن لك أن توضح شروط الترشيح التي تلتزم بها الاتحادات الأهلية للقائمة الدولية؟
 هي ثلاثة فقط، أولا اختبار اللياقة البدنية "كوبر"، وثانيا تقارير الحكم الشهرية وثالثا سيرة الحكم الذاتية ومدي انضباطه وللأسف تلك القواعد والأسس والشروط غائبة.

 أنت كنت عضوا بلجنة الحكام المركزية في الاتحاد الكروي السابق .. لماذا لم تقم بواجبك على أكمل وجه طالما انك تتهم اللجنة بعملها العشوائي؟
ارفض واتحدى من يشكك في لجنة الحكام المركزية عندما كنت عضوا فيها فيكفي أننا قمنا بتطبيق مبدأ الثواب العقاب وحجبنا العديد من الحكام عن إدارة العديد من اللقاءات بسبب أخطائهم وعالجنا السلبيات ودفعنا بالعديد من الوجوه التحكيمية الشابة وبرز منهم حسام الحرازين.

برأيك كيف سنطور من قدرات الحكم الفلسطيني؟
سبل التطوير كثيرة ومتعددة أبرزها إقامة الدورات المكثفة والمتواصلة للحكم على غرار أ.ب.ج والمشاركات الخارجية للحكم وعقد دورات تحليلية لأداء الحكم ومناقشته في أخطائه والثناء على إيجابياته إضافة للتواصل بين الحكام بكل ما هو جديد صادر عن الاتحاد الدولي.

 إذن متى ستعود لإدارة لقاءات الدوري التصنيفي؟
للأسف قراري اتخذته وهو ما سأبيحه لك وهو اعتزالي تحكيم كرة القدم نهائيا والتفرغ لعملي والتواجد بين اهلي والحمد الله هذا القرار اتخذته بعد تفكير كبير وأنا في أوج عطائي الحمد الله وسيرتي الذاتية ودوراتي ومشاركاتي تكفيني محليا وخارجيا.

 كلمة أخيرة كابتن إبراهيم؟
أطالب لجنة الحكام أن تكون على مستوى الكفاءة والمهنية وان تغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة و إلا سيظل التحكيم الفلسطيني يسير من سيئ لأسوا كما يحدث حاليا وتمنياتي للتحكيم الفلسطيني ولجنة الحكام.