شريط الأخبار

فلسطين والجزائر

فلسطين والجزائر
بال سبورت :  


كتب محمود السقا- رام الله

قبل أن يطوي العام 2016 أوراقه، ويمضي الى حيث ذاكرة التاريخ، ولا أقول مجاهل النسيان، فان ثمّة محطات، قفزت الى سطح الاحداث، ومنها مَنْ كان صاخباً ومؤثراً وله وَقع طيب في النفس، بحيث لا يمكن القفز عنه او نسيانه، ومنها مَنْ كان عابراً كومضة سريعة وطيف لحظي، لدرجة أنه لم يَعلق في الذاكرة، وأصبح أثراً بعد عين لمجرد اسدال الستائر عنه.

أحداث ومشاهد كثيرة، اكتنفت مسيرة الحركة الرياضية الفلسطينية، على مدار عام، لكن الحدث، الذي طغى عما سواه، وفرض نفسه ووهيبته ووقاره، وحتماً فإنه سوف سيجد له موطىء قدم في ذاكرة الاسرة الرياضية خاصة، والفلسطينيين على وجه العموم، إنه اللقاء الكروي التاريخي، الذي جمع منتخب فلسطين، ومنتخب الجزائر الاولمبي في شهر شباط الماضي بصرف النظر عما آلت اليه النتيجة.

لقد أفصح اللقاء عن أشياء كثيرة، وفي مقدمتها حجم التعاطف، الواسع والعريض، مع الشعب الفلسطيني، ودعمه بلا حدود، لدرجة ان الشعب الجزائري، المعروف عنه بالتعصب لمنتخب بلاده، وهذا امر طبيعي ومنطقي ومتوقع، شجع المنتخب الفلسطيني، وهتف لفلسطين ولشعبها الأبي، ولقضيتها العادلة، وكم كان المشهد حافلاً بالجمال، وثلاثين الف حنجزة تُردد اسم فلسطين على مدار شوطى اللقاء.

في تقديري ان ذاك المشهد الحافل بالبهاء والنقاء والنَّفس العروبي الأصيل، هو المشهد الأكثر حضوراً ورسوخاً، وهو الذي يتقدم على كل شيء، فالشعب الجزائري الشقيق والودود مسكون بحب فلسطين، وإذا اردنا ان نتسلح بالامثلة والشواهد والأدلة والبراهين، فإنها من الكثرة الكاثرة، وكل فلسطيني، بات يحفظ، عن ظهر قلب، مقولة الزعيم القائد الفذ، هواري بومدين.. "نحن مع فلسطين ظالمة ومظلومة"، تلك المقولة ما زالت اصداؤها تتردد، ولن تبارح الذاكرة الفلسطينية الجمعية.

ليس هذا فحسب، بل إن علم فلسطين، أصبح توأم العلم الجزائري، فهو دائم الحضور فوق مدرجات الملاعب، خصوصاً في الاحداث الكبرى، فكان متواجداً، بزخم، في مونديال 2014، ودورة الألعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو.. شكراً لك أيها الشعب الجزائري العظيم.

مواضيع قد تهمك