شريط الأخبار

يا لها من مشاعر...

يا لها من مشاعر...
بال سبورت :  

 

كتب محمود السقا- رام الله

كثيراً ما تسلحت بعبارة الفيلسوف الالماني "شوبنهاور" القائلة: "إن التعاطف أساس الاخلاق".

أستحضر هذه المقولة في الوقت، الذي استمعت الى نص رسالة التضامن، التي بعث بها النجم البرتغالي، رونالدو، لاعب فريق ريال مدريد الاسباني لأطفال سورية، عبر الفيديو، وقد ضمنها عبارة ختامية تقول: "أنتم الابطال الحقيقيون".

تعاطف رونالدو مع اطفال سورية، ينطوي على سمو اخلاق، وتواضع نبيل، وتفاعل أصيل مع عذابات الشعوب، خصوصاً التي تكتوي بنيران الحروب، فتطال فظائعها اول ما تطال الاطفال، فتكون براءتهم هدفاً للقتل والتنكيل.

في تقديري ان الرسالة، التي تداولتها معظم وسائل الاعلام، وكان مصدرها لاعب كبير ومشهور بحجم ووزن وثقل رونالدو، هي اعظم رسالة، لأن تأثيرها كبير وواسع، لقد سلطت الرسالة الأضواء على مدى حالة البؤس والشقاء والحرمان، التي يكابدها اطفال سورية بفعل حرب مجنونة، تعصف ببلاد الأمويين، منذ خمس سنوات وحولتها الى ركام، وما زالت ألسنة لهبها مستعرة ومتأججة، ومع شديد الأسف، فان وقود هذه الحرب المجنونة هم الاطفال الأبرياء، الذين حركوا مشاعر نجم كبير مثل رونالدو، فلم يتردد في ابداء التعاطف معهم ومع جملة المحن، التي يتعرضون لها.

وإذا كان رونالدو ضرب أروع الأمثلة في الانحياز لبراءة الاطفال، فان زميله اللاعب الارجنتيني، ليونيل ميسي، ونجم برشلونة الاسباني، قد فعل الشيء نفسه، مؤخراً، عندما حرص على الالتقاء بطفل افغاني بائس، في العاصمة القطرية الدوحة، على هامش لقاء جمع برشلونة وأهلي جدة السعودي، وكم اجتاحتني، شخصياً، السعادة الغامرة، وأنا أتابع الطفل الافغاني، وهو يوزع الابتسامات في كافة الاتجاهات، ويحرص على الامساك بيد ميسي، ولا يريد ان يبتعد عنه.

رسالة رونالدو لاطفال سورية، ينبغي ألا تُنسينا ان أفضل لاعب في العالم سبق وان استقبل الطفل احمد دوابشة، في معقل النادي الملكي باسبانيا، وهو الناجي الوحيدة من محرقة غلاة المستوطنين المُنفلتين، التي استهدفت أسرته في قرية دوما قضاء نابلس.

مواضيع قد تهمك