شريط الأخبار

استراحة ورتوش مع الدوري

استراحة ورتوش مع الدوري
بال سبورت :  

استراحة ورتوش مع الدوري

كتب خالد القواسمي- الخليل

هل ......؟

بعد انتهاء المحطة الاولى من دوري الوطنية للمحترفين ووصول القطار الى منتصف الطريق في استراحة مؤقته انتظارا لاستكمال المسير نحو المحطة الاخيرة من الاياب يفرض علينا الواقع طرح سؤال طبيعي يتبادر الى ذهن كل متابع لدورينا بالسؤال هل اكتمل عقد الاحتراف بعد مرور عدة مواسم على تطبيقه بالمسمى الذي يحمله (دوري المحترفين) وهل ما قدمته المنظومة الرياضية الفلسطينية بشكل عام وفي مقدمتها الاندية من اداء اداري وفني من جميع الاتجاهات وعلى المستوى الفردي والجماعي يلبي الطموح ويرتقي لمستوى الاحتراف .

الواقع والطموح

الواقع يؤكد بأن دورينا لم يصل الى المستوى المطلوب كما جميعنا كان يطمح والسبب الفهم الخاطئ او عدم الدراية لمتطلبات الاحتراف التي وضعها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وواظب مرارا وتكرارا على شرحها وايصالها لأصحاب الشأن ممن يديرون دفة الامور في انديتنا لكن وكما يبدو بان انديتنا لا تزال تعاني من فهم منظومة الاحتراف لأسباب منها على سبيل المثال لا الحصر عدم الثبات الاداري مع عدم المهنية في العمل الاداري والذي يتطلب بالدرجة الاولى تعيين مدير اداري متفرغ بدوام كامل و لديه خلفية في العمل الاداري الرياضي وهذا غير متبع في اغلب الاندية .

مناصب ادارية بالمجان

الامر الاخر والملاحظ بأن من يدير الاشراف الرياضي في بعض الاندية غير مؤهل من الناحية العلمية الرياضية وأقلها شهادة دبلوم فكيف لنا ان نرتقي برياضتنا وهذا ينطبق ايضا على من يدير دفة الاعلام فهناك من يحمل صفة المسؤول الاعلامي لا تنطبق عليه ادنى الشروط لحمل تلك المهمة ولم يمارس في حياته أي دور اعلامي ومستواه التعليمي لا يتجاوز المرحلة الاعدادية لكنه يملك المال بارك الله له وزاده من نعيمه .

ترف مالي وسقوط فني

المردود النهائي من الدوري لا يتناسب مع حجم الدعم المالي والمعنوي الكبير الذي نشاهده فالمبالغ الخيالية التي تدفع لبعض المحترفين افقدتهم كل طموحاتهم الفنية والابداعية امام الاغراءات المالية والتنافس الحاصل في غير مكانه بين الاندية في استقطاب اللاعبين احد اسباب السقوط الفني لان عملية الاستقطاب تجري بشكل عشوائي دون دراسة او تخطيط وفي اغلبها تتم دون مشاركة الجهاز الفني في عملية الاختيار .

تهليل وتطبيل اعلامي بمردود سلبي

ايضا التهويل الاعلامي لعب دورا سلبيا وهذا ملاحظ بشكل كبير في دورينا فالبداية تبدأ بالتهليل والتطبيل لهذا اللاعب وذاك ومع مرور الوقت وعند اول سقوط يبدأ مسلسل الشتم واللطم ويتواصل مما يؤثر على نفسية اللاعبين والفريق ويوقعهم تحت ضغط كبير يمارس عليهم في كل الوسائل الاعلامية من صحف وبرامج رياضية اذاعية وصفحات الكترونية والخطر الاكبر الداهم يأتي عبر صفحات التواصل الاجتماعي التي تشبه الى حد كبير ساحة حرب تنهش وتهبش بالأندية وادارييها ولاعبيها وجماهيرها الى حد يصل الى منعطف خطير تشمئز منه النفوس لهذا المستوى المتدني من الانحطاط الاخلاقي فكيف لنا بهذا المستوى ان نرتقي برياضتنا اليس هذا بأمر كاف للتأثير على المستوى الفني للاعبينا ويضعف من معنوياتهم التي تتأثر مما يكتب وينشر ويسمع احيانا من على المدرجات .

خطة صد .... رد

دورينا يتأرجح فنيا بعض المباريات وهي قليله تتمتع بمستوى جيد وأخرى وهي كثر بلا طعم ولا لون والسبب اللعب السلبي للمحافظة على عدم الخسارة بشتى الطرق واغلبها تعتمد على التقوقع والانحسار باللعب بطريقة دفاعية بحته وكان المباراة بين حائط صد مقابل مجموعة من اللاعبين تمارس هواية التصويب فقط وهذا شكل وصورة مما نشاهده يترجم فنيا تذبذب المستوى وعدم ثباته لدى معظم الفرق .

مستوى متذبذب

الناظر لبعض النتائج في مرحلة الذهاب يدرك ما تم سرده وخير مثال لا على سبيل الحصر مركز طولكرم منذ انطلاقة الدوري ونتائجه بالسالب دون تحقيق أي انتصار سوى تعادلين منهما مباراته امام العميد الشبابي وخرج منتعشا بهذا التعادل امام فريق يعد منتخبا بثوب ناد وفي المباراة التالية له سقط سقطة مدوية غير مسبوقة في دوري المحترفين منذ بداياته بخسارته امام الليث السموعي بثماني اهداف مقابل هدف ما يعني الانهيار التام للفريق لكن ما حصل بعد اسبوع يجعل المرء في حيرة مما يحصل فهذا الفريق نفسه دون حدوث أي تغيير يذكر تغلب على ترجي وادي النيص في المحطة الاخيرة بسداسية وهناك امثلة اخرى لا مجال لذكرها اليس هذا يؤكد حالة الضعف ومستوى التذبذب الفني.

اهمال الاجيال ....؟

للتذكير المتصدر الهلال المقدسي في الدوري المنصرم ثبت نفسه ضمن اندية النخبة بشق الانفس وها هو اليوم يعتلي الصدارة ويتوج كبطل للشتاء بفضل توفر الحالة المادية عن أي احتراف اذا نتكلم فالأمر اصبح مربوط بالمال فقط دون امور اخرى والسبب الاندية وتفكيرها العقيم في علاج الامر وانجرارها خلف اللاعب الجاهز وعدم اهتمامها بعملية التفريخ وبالفرق الرديفة وهذا نتاج اضمحلال الرؤية لدى ادارات الاندية واهمال للأجيال الرياضية وغياب الكشاف في الاندية للمواهب الرياضية اصلا لا يوجد في انديتنا دائرة لاكتشاف المواهب فالأمور متروكه وتدار على طريقة السبهللة كما يقال .

الخلاصة :

عملية تدوير للمدربين وللاعبين الا ....؟

الخلاصة لسنا بحاجة لدلائل الامور واضحة وحالة عدم الاستقرار في الاندية مؤشر على ذلك وفي طليعتها عدم استقرار الاجهزة الفنية التي اصبحنا نشاهدها في كل موسم وقبل اكتماله في عملية تدوير وكأننا نشاهد لعبة الكراسي المتحركة وليس هناك أي تطوير او جديد في العملية التدريبية مما أبقى فرقنا ومستوى لاعبينا في الدرس الاول والقلة القليلة ترفع تلقائيا .

وشأن المدربين ينطبق ذاته على اللاعبين لا جديد الا من رحم ربي عملية التدوير تراوح مكانها وماكينة التفريخ في انديتنا معطلة والبعض منها يحاول تشغيلها لكن بصعوبة فمتى سنشاهد لاعبين من الفرق الرديفة تخوض غمار المنافسات في دوري المحترفين وهنا استثني البعض من الاندية ومنهم شباب الظاهرية الذي اتبع سياسة مغايرة واثبت لاعبيه اليافعين علو كعبهم بمقارعة الفرق الزاخرة بالأسماء الكبيرة من النجوم التي لم تعكس ضوئها في دوري الاضواء والشهرة بل اصبح من هو عبء على فريقه ولا تجد منهم الا القلة القليلة من ينطبق عليه لقب لاعب محترف دعونا نتفق بأن عدم الاستقرار في الاجهزة الفنية وقلة المحترفين المميزين أثرت سلبا على اداء الفرق الامر الذي يجعلنا البوح بكل صراحة أن معظم فرقنا ليس لديها هوية فنية واضحة .

عقود اللاعبين

في بداية كل موسم يختلط الحابل بالنابل وينشغل الشارع الرياضي في قضية عقود اللاعبين وتأخذ حيزا كبيرا اعلاميا وفي كثير من الاحيان التدخل الاعلامي يسبب الحرج للأندية ويكشف اوراقها حين اكتشاف ان بعض اللاعبين من اصحاب العقود المرتفعة بانها لا تتناسب مع امكانياتهم الفنية حتى ان البعض منهم لا يستحق ان يتعدى عقده ربع قيمة العقد المبرم وهذا نتاج عملية عشوائية لا ترتقي الى العمل بمهنية فكل ما تفعله بعض الاندية هو اقناع اللاعب بالتوقيع لتسجل انتصارا وهميا يشغل بعض اصحاب مهنة الاعلام بالسدح والردح وبالتغني بالحصول على توقيع اللاعب فلان او فلان وعند الامتحان الحقيقي في ميدان اللعب تنكشف العورات وينقلب الحال الى الضد فنحن امام ظاهرة مقلقة والاصل قبل التوقيع الوقوف على امكانيات اللاعب واخضاعه لعملية الفحص وهذا ما تتبعه الاندية المحترفة.

المعسكرات

كلمة كبيرة تلك التي تسمى معسكرات في قاموس انديتنا الكل يشكي ويبكي من عدم الانسجام بين اللاعبين ثقافيا وميدانيا في انديتنا ينتهي الموسم الكروي ونحن نسمع بكلمة عدم الانسجام شماعة واسطوانة لنسأل انفسنا كم نادي اقام معسكرا تدريبا لفريقه ندرة والكل في فترة التعاقدات ينهمك في الظهور الاعلامي ولا يعنيه التحضير لإقامة معسكر بعد الحصول على ما يريد من توقيع للاعبين ويكتفي بالتدريب اليومي ان حصل واجراء بعض المباريات التجريبية ولم يكلف نفسه في اقامة معسكر تدريبي شمولي لأنه لا يعي ولا يدرك اهمية ذلك وهنا اعرج على نادي هلال القدس الذي اقام معسكر تدريبي في تركيا وكان له مردود ايجابي وكلنا يشاهد اثره الايجابي اما ان النادي الاهلي في الموسم الماضي فقد اقام معسكرين في ايطاليا وفي تشيلي وكان لهما نتائج ايجابية فلماذا تهمل وتتثاقل الاندية عن اقامة معسكرات مغلقه لفرقها قبل انطلاق الموسم بكل تأكيد سيرد البعض علينا ويرمي بالأمر على ضعف الناحية المادية وهذا منطق غير سليم وغير مسؤول وضعف اداري يشارك فيه الجهاز الفني.

المال المهدور

الصراخ والعويل والبكاء على اللبن المسكوب صورة متكررة لأنديتنا بحيث يتحول المشهد في منتصف الدوري او لربما في بدايته الى ساحة يكثر فيها اللطم ومشبعة بالشكوى والسبب قلة الموارد المالية في مقابل الالتزامات المادية على الاندية للإيفاء بعهودها اتجاه عقود اللاعبين وهذه ظاهرة تتطلب التدخل السريع لوقفها للحفاظ على الاندية وحمايتها من تحمل أعباء مالية وتضعها في موقف حرج وتقلل من هيبة وفرص النجاح للإدارات التي تبرم عقود خيالية وتصبح عاجزة عن تدبير امورها المالية تؤدي الى فشلها لأنها حملت نفسها أكثر من طاقاتها وكانت السبب في ارتفاع اسعار اللاعبين بصورة غير مبررة وهذا نتاج التنافس المحموم غير المدروس فيهدر المال وتتبخر الاحلام .

مثلث النجاح

ثلاثة عناصر تشكل مثلث النجاح في عالم كرة القدم اذا ما اردت الاندية العمل بمنهجية صحيحة والعناصر الثلاث بشكل عام هي الادارة والجهاز الفني واللاعبين الا ان اكثر العناصر تأثيرا اذا ما اردنا النجاح هو العنصر الاداري كونه رأس الهرم في منظومة العمل وينشد كل نادي ان يدير دفة الامور فيه ادارة واعية مدركة لطبيعة العمل تعمل وفق تخطيط وبرمجة فالإدارة هي المنوط بها توفير كل الاجواء المناسبة لتحقيق المنجزات ولان يعمل الجهاز الفني واللاعبين بصورة جيدة وهذا لغاية الان لا نجده بالشكل المطلوب في انديتنا التي تعاني من العشوائية والارتجالية وهذا بكل تأكيد امر جلي بكل وضوح والا بماذا نفسر ظاهرة ان الفرق التي اعتلت عرش بطولة الدوري منذ انطلاقته لم تستطع الحفاظ على مكانتها بل شهدت تراجع كبير ومنها من تدحرج وهبط الى دوري الاحتراف الجزئي اليس هذا نتاج التخبط في العمل الاداري.

وكذلك ينطبق على عدم ثبات الاجهزة الفنية التي اصبحنا نشاهدها تتنقل من فريق لأخر فلا غرابة في الدوري الفلسطيني مشاهدة مدرب يتنقل في موسم واحد بين ناديين او ثلاثة اندية.

وايضا اللاعبين الغالبية منهم نظرتها مادية وشغلها الشاغل في بداية كل موسم وفي فترة تجديد العقود اللعب على اكثر من حبل وتنقلاتهم بين الاندية تشبه الى حد كبير كرة اليد التي تتلقفها ايادي اللاعبين وتمرر في كل لحظة كل هذه السلبيات بحاجة الى تغيير وعلى انديتنا تصحيح المسار برمته ومن الضروري تغيير نمطية العمل الاداري ومن الضروري على الاداريين تغيير نظرتهم للمدربين وعلى المدربين عدم القبول بعقود قصيرة الاجل اذا ما ارادوا تحقيق نجاحات مستقبلية فقياس مدى عطائهم لا يأتي ضمن قضاء فترة وجيزة مع هذا الفريق او ذاك.

كما وينبغي ان تتلاشى ظاهرة استجلاب فريق كامل من اللاعبين من خارج اروقة النادي وترسيخ فكرة الاعتماد على قطاع الشباب والناشئين لرفد الفريق الاول والا فالمعاناة ستستمر وستبقى الاندية غير آمنة وغير مستقرة وليعمل الجميع على الاهتمام بالفئات السنية كونها تشكل الذخيرة المستقبلية لضمان أي نادي فقد تكشفت الامور بعدم اهتمام انديتنا بالفرق الرديفة.

لذا يتوجب من ادارات الاندية ان تجلس مع نفسها ومع مدربيها وحثهم على خلق قاعدة للفريق وتطوير المستوى الفني للاعب والاعتماد على الشباب وتشجيعهم بدلا من ان يبقى الحال على ما هو عليه فبعض المدربين يتقاضون مبالغ طائلة ومردودهم الفني ضعيف ويقتصر على النتائج الآنية وبعضهم لم يترك حتى أي ارث فني للأندية والادهى ان منهم دخل وخرج ولا يعرف من هو مدرب فريق الشباب او الفريق الرديف ان وجد فكيف اذن يتحقق التطوير وكيف لنا بناء قاعدة متينة محصنة لكرتنا الفلسطينية؟

الروح القتالية والاصرار على التحدي

الروح القتالية كلمة السر وهي من تحول الهزيمة الى انتصار وليس الطرق التكتيكية فقط من تحدد مصير المباراة وخير مثال هبوط الروح القتالية لترجي وادي النيص في الاسبوع الاخير من مرحلة الذهاب اودى بهم الى تعرضهم لخسارة لم تسجل في تاريخهم من قبل وكانت امام متذيل اللائحة مركز شباب طولكرم الذي اعلن الانتفاضة وسجل ستة اهداف وتفوق على خسارته في الاسبوع العاشر بثمانية امام السموع بكل تأكيد هذا نتاج عودة الروح القتالية والاصرار والتحدي لتجاوز الصعاب من جانب الجميع في مركز طولكرم وهذا عنوان ودرس للجميع ورسالة بأن المال ليس كل شيء بل الروح القتالية هي الاهم .

أين نحن من الاستثمار

هل هناك فعلا استثمار رياضي في انديتنا فمنذ تولي اللواء جبريل الرجوب دفة القيادة في اتحاد كرة القدم بل رياضتنا بأكملها تحدث مرارا وتكرارا عن ضرورة الاستثمار في الجانب الرياضي لكن لا حياة لمن تنادي فإدارات الاندية تسمع او بالأحرى سمعها خفيف لا تعي ما قاله اللواء جبريل الرجوب في هذا الجانب الهام والعمود الفقري للخروج من الازمات المالية والتوقف عن طرق ابواب الشحادة او ليس لديها فكر ونظرة شمولية فغالببة ادارات الاندية من رجالات الاعمال واصحاب الشركات لكنهم كما يبدو لا يروق لهم العمل الاستثماري في الاندية بل كل همهم الالتصاق بالكرسي لرفعة مكانتهم الاجتماعية وشرائها بفتات مما يملكون من اموال زاد الله في رزقهم .

بكل اريحية كل نادي يستطيع تشكيل فريق عمل يبحث طرق الاستثمار فالأفكار كثيرة وقابلة للتطبيق في ظل وجود تهافت لرجال الاعمال بالدخول في مجالس ادارات الاندية .

نعم هناك اندية لديها دخل مالي من مشاريع خاصة بالنادي لكن لا يلبي كل المطالب وعليها العمل على التطوير بما يكفل لهم تحقيق اكتفاء ذاتي وهنا على سبيل المثال نادي شباب الظاهرية فهو من الاندية التي لديها مدخول مالي لا يكفي عن طريق تأجير حواصل محلات خاصة بالنادي تدر عليه بعض الاموال لكن ليس بالشكل المأمول لكنها خطوة مهمة.

يا كبار ويا سادة في ادارات انديتنا الاستثمار يحتاج الى مختصين في النادي وما اكثرهم اليوم في مجالس الادارات وفي اللجان تعطفوا واعملوا على تشكيل دائرة للاستثمار فالاعتماد على الدعم من هنا وهناك خطأ ان لم يتم تعزيزه باستثمار داخلي للنادي يدر ايرادات تساهم في الاستقرار ويخفف عبئ التكاليف الباهظة التي تصرف على اللاعبين والجهاز الفني والمتطلبات الاخرى ننتظر منكم فتح باب الاستثمار على مصراعيه والتفكير بجدية بذلك.

كتب خالد القواسمي- الخليل

هل ......؟

بعد انتهاء المحطة الاولى من دوري الوطنية للمحترفين ووصول القطار الى منتصف الطريق في استراحة مؤقته انتظارا لاستكمال المسير نحو المحطة الاخيرة من الاياب يفرض علينا الواقع طرح سؤال طبيعي يتبادر الى ذهن كل متابع لدورينا بالسؤال هل اكتمل عقد الاحتراف بعد مرور عدة مواسم على تطبيقه بالمسمى الذي يحمله (دوري المحترفين) وهل ما قدمته المنظومة الرياضية الفلسطينية بشكل عام وفي مقدمتها الاندية من اداء اداري وفني من جميع الاتجاهات وعلى المستوى الفردي والجماعي يلبي الطموح ويرتقي لمستوى الاحتراف .

الواقع والطموح

الواقع يؤكد بأن دورينا لم يصل الى المستوى المطلوب كما جميعنا كان يطمح والسبب الفهم الخاطئ او عدم الدراية لمتطلبات الاحتراف التي وضعها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وواظب مرارا وتكرارا على شرحها وايصالها لأصحاب الشأن ممن يديرون دفة الامور في انديتنا لكن وكما يبدو بان انديتنا لا تزال تعاني من فهم منظومة الاحتراف لأسباب منها على سبيل المثال لا الحصر عدم الثبات الاداري مع عدم المهنية في العمل الاداري والذي يتطلب بالدرجة الاولى تعيين مدير اداري متفرغ بدوام كامل و لديه خلفية في العمل الاداري الرياضي وهذا غير متبع في اغلب الاندية .

مناصب ادارية بالمجان

الامر الاخر والملاحظ بأن من يدير الاشراف الرياضي في بعض الاندية غير مؤهل من الناحية العلمية الرياضية وأقلها شهادة دبلوم فكيف لنا ان نرتقي برياضتنا وهذا ينطبق ايضا على من يدير دفة الاعلام فهناك من يحمل صفة المسؤول الاعلامي لا تنطبق عليه ادنى الشروط لحمل تلك المهمة ولم يمارس في حياته أي دور اعلامي ومستواه التعليمي لا يتجاوز المرحلة الاعدادية لكنه يملك المال بارك الله له وزاده من نعيمه .

ترف مالي وسقوط فني

المردود النهائي من الدوري لا يتناسب مع حجم الدعم المالي والمعنوي الكبير الذي نشاهده فالمبالغ الخيالية التي تدفع لبعض المحترفين افقدتهم كل طموحاتهم الفنية والابداعية امام الاغراءات المالية والتنافس الحاصل في غير مكانه بين الاندية في استقطاب اللاعبين احد اسباب السقوط الفني لان عملية الاستقطاب تجري بشكل عشوائي دون دراسة او تخطيط وفي اغلبها تتم دون مشاركة الجهاز الفني في عملية الاختيار .

تهليل وتطبيل اعلامي بمردود سلبي

ايضا التهويل الاعلامي لعب دورا سلبيا وهذا ملاحظ بشكل كبير في دورينا فالبداية تبدأ بالتهليل والتطبيل لهذا اللاعب وذاك ومع مرور الوقت وعند اول سقوط يبدأ مسلسل الشتم واللطم ويتواصل مما يؤثر على نفسية اللاعبين والفريق ويوقعهم تحت ضغط كبير يمارس عليهم في كل الوسائل الاعلامية من صحف وبرامج رياضية اذاعية وصفحات الكترونية والخطر الاكبر الداهم يأتي عبر صفحات التواصل الاجتماعي التي تشبه الى حد كبير ساحة حرب تنهش وتهبش بالأندية وادارييها ولاعبيها وجماهيرها الى حد يصل الى منعطف خطير تشمئز منه النفوس لهذا المستوى المتدني من الانحطاط الاخلاقي فكيف لنا بهذا المستوى ان نرتقي برياضتنا اليس هذا بأمر كاف للتأثير على المستوى الفني للاعبينا ويضعف من معنوياتهم التي تتأثر مما يكتب وينشر ويسمع احيانا من على المدرجات .

خطة صد .... رد

دورينا يتأرجح فنيا بعض المباريات وهي قليله تتمتع بمستوى جيد وأخرى وهي كثر بلا طعم ولا لون والسبب اللعب السلبي للمحافظة على عدم الخسارة بشتى الطرق واغلبها تعتمد على التقوقع والانحسار باللعب بطريقة دفاعية بحته وكان المباراة بين حائط صد مقابل مجموعة من اللاعبين تمارس هواية التصويب فقط وهذا شكل وصورة مما نشاهده يترجم فنيا تذبذب المستوى وعدم ثباته لدى معظم الفرق .

مستوى متذبذب

الناظر لبعض النتائج في مرحلة الذهاب يدرك ما تم سرده وخير مثال لا على سبيل الحصر مركز طولكرم منذ انطلاقة الدوري ونتائجه بالسالب دون تحقيق أي انتصار سوى تعادلين منهما مباراته امام العميد الشبابي وخرج منتعشا بهذا التعادل امام فريق يعد منتخبا بثوب ناد وفي المباراة التالية له سقط سقطة مدوية غير مسبوقة في دوري المحترفين منذ بداياته بخسارته امام الليث السموعي بثماني اهداف مقابل هدف ما يعني الانهيار التام للفريق لكن ما حصل بعد اسبوع يجعل المرء في حيرة مما يحصل فهذا الفريق نفسه دون حدوث أي تغيير يذكر تغلب على ترجي وادي النيص في المحطة الاخيرة بسداسية وهناك امثلة اخرى لا مجال لذكرها اليس هذا يؤكد حالة الضعف ومستوى التذبذب الفني.

اهمال الاجيال ....؟

للتذكير المتصدر الهلال المقدسي في الدوري المنصرم ثبت نفسه ضمن اندية النخبة بشق الانفس وها هو اليوم يعتلي الصدارة ويتوج كبطل للشتاء بفضل توفر الحالة المادية عن أي احتراف اذا نتكلم فالأمر اصبح مربوط بالمال فقط دون امور اخرى والسبب الاندية وتفكيرها العقيم في علاج الامر وانجرارها خلف اللاعب الجاهز وعدم اهتمامها بعملية التفريخ وبالفرق الرديفة وهذا نتاج اضمحلال الرؤية لدى ادارات الاندية واهمال للأجيال الرياضية وغياب الكشاف في الاندية للمواهب الرياضية اصلا لا يوجد في انديتنا دائرة لاكتشاف المواهب فالأمور متروكه وتدار على طريقة السبهللة كما يقال .

الخلاصة :

عملية تدوير للمدربين وللاعبين الا ....؟

الخلاصة لسنا بحاجة لدلائل الامور واضحة وحالة عدم الاستقرار في الاندية مؤشر على ذلك وفي طليعتها عدم استقرار الاجهزة الفنية التي اصبحنا نشاهدها في كل موسم وقبل اكتماله في عملية تدوير وكأننا نشاهد لعبة الكراسي المتحركة وليس هناك أي تطوير او جديد في العملية التدريبية مما أبقى فرقنا ومستوى لاعبينا في الدرس الاول والقلة القليلة ترفع تلقائيا .

وشأن المدربين ينطبق ذاته على اللاعبين لا جديد الا من رحم ربي عملية التدوير تراوح مكانها وماكينة التفريخ في انديتنا معطلة والبعض منها يحاول تشغيلها لكن بصعوبة فمتى سنشاهد لاعبين من الفرق الرديفة تخوض غمار المنافسات في دوري المحترفين وهنا استثني البعض من الاندية ومنهم شباب الظاهرية الذي اتبع سياسة مغايرة واثبت لاعبيه اليافعين علو كعبهم بمقارعة الفرق الزاخرة بالأسماء الكبيرة من النجوم التي لم تعكس ضوئها في دوري الاضواء والشهرة بل اصبح من هو عبء على فريقه ولا تجد منهم الا القلة القليلة من ينطبق عليه لقب لاعب محترف دعونا نتفق بأن عدم الاستقرار في الاجهزة الفنية وقلة المحترفين المميزين أثرت سلبا على اداء الفرق الامر الذي يجعلنا البوح بكل صراحة أن معظم فرقنا ليس لديها هوية فنية واضحة .

عقود اللاعبين

في بداية كل موسم يختلط الحابل بالنابل وينشغل الشارع الرياضي في قضية عقود اللاعبين وتأخذ حيزا كبيرا اعلاميا وفي كثير من الاحيان التدخل الاعلامي يسبب الحرج للأندية ويكشف اوراقها حين اكتشاف ان بعض اللاعبين من اصحاب العقود المرتفعة بانها لا تتناسب مع امكانياتهم الفنية حتى ان البعض منهم لا يستحق ان يتعدى عقده ربع قيمة العقد المبرم وهذا نتاج عملية عشوائية لا ترتقي الى العمل بمهنية فكل ما تفعله بعض الاندية هو اقناع اللاعب بالتوقيع لتسجل انتصارا وهميا يشغل بعض اصحاب مهنة الاعلام بالسدح والردح وبالتغني بالحصول على توقيع اللاعب فلان او فلان وعند الامتحان الحقيقي في ميدان اللعب تنكشف العورات وينقلب الحال الى الضد فنحن امام ظاهرة مقلقة والاصل قبل التوقيع الوقوف على امكانيات اللاعب واخضاعه لعملية الفحص وهذا ما تتبعه الاندية المحترفة.

المعسكرات

كلمة كبيرة تلك التي تسمى معسكرات في قاموس انديتنا الكل يشكي ويبكي من عدم الانسجام بين اللاعبين ثقافيا وميدانيا في انديتنا ينتهي الموسم الكروي ونحن نسمع بكلمة عدم الانسجام شماعة واسطوانة لنسأل انفسنا كم نادي اقام معسكرا تدريبا لفريقه ندرة والكل في فترة التعاقدات ينهمك في الظهور الاعلامي ولا يعنيه التحضير لإقامة معسكر بعد الحصول على ما يريد من توقيع للاعبين ويكتفي بالتدريب اليومي ان حصل واجراء بعض المباريات التجريبية ولم يكلف نفسه في اقامة معسكر تدريبي شمولي لأنه لا يعي ولا يدرك اهمية ذلك وهنا اعرج على نادي هلال القدس الذي اقام معسكر تدريبي في تركيا وكان له مردود ايجابي وكلنا يشاهد اثره الايجابي اما ان النادي الاهلي في الموسم الماضي فقد اقام معسكرين في ايطاليا وفي تشيلي وكان لهما نتائج ايجابية فلماذا تهمل وتتثاقل الاندية عن اقامة معسكرات مغلقه لفرقها قبل انطلاق الموسم بكل تأكيد سيرد البعض علينا ويرمي بالأمر على ضعف الناحية المادية وهذا منطق غير سليم وغير مسؤول وضعف اداري يشارك فيه الجهاز الفني.

المال المهدور

الصراخ والعويل والبكاء على اللبن المسكوب صورة متكررة لأنديتنا بحيث يتحول المشهد في منتصف الدوري او لربما في بدايته الى ساحة يكثر فيها اللطم ومشبعة بالشكوى والسبب قلة الموارد المالية في مقابل الالتزامات المادية على الاندية للإيفاء بعهودها اتجاه عقود اللاعبين وهذه ظاهرة تتطلب التدخل السريع لوقفها للحفاظ على الاندية وحمايتها من تحمل أعباء مالية وتضعها في موقف حرج وتقلل من هيبة وفرص النجاح للإدارات التي تبرم عقود خيالية وتصبح عاجزة عن تدبير امورها المالية تؤدي الى فشلها لأنها حملت نفسها أكثر من طاقاتها وكانت السبب في ارتفاع اسعار اللاعبين بصورة غير مبررة وهذا نتاج التنافس المحموم غير المدروس فيهدر المال وتتبخر الاحلام .

مثلث النجاح

ثلاثة عناصر تشكل مثلث النجاح في عالم كرة القدم اذا ما اردت الاندية العمل بمنهجية صحيحة والعناصر الثلاث بشكل عام هي الادارة والجهاز الفني واللاعبين الا ان اكثر العناصر تأثيرا اذا ما اردنا النجاح هو العنصر الاداري كونه رأس الهرم في منظومة العمل وينشد كل نادي ان يدير دفة الامور فيه ادارة واعية مدركة لطبيعة العمل تعمل وفق تخطيط وبرمجة فالإدارة هي المنوط بها توفير كل الاجواء المناسبة لتحقيق المنجزات ولان يعمل الجهاز الفني واللاعبين بصورة جيدة وهذا لغاية الان لا نجده بالشكل المطلوب في انديتنا التي تعاني من العشوائية والارتجالية وهذا بكل تأكيد امر جلي بكل وضوح والا بماذا نفسر ظاهرة ان الفرق التي اعتلت عرش بطولة الدوري منذ انطلاقته لم تستطع الحفاظ على مكانتها بل شهدت تراجع كبير ومنها من تدحرج وهبط الى دوري الاحتراف الجزئي اليس هذا نتاج التخبط في العمل الاداري.

وكذلك ينطبق على عدم ثبات الاجهزة الفنية التي اصبحنا نشاهدها تتنقل من فريق لأخر فلا غرابة في الدوري الفلسطيني مشاهدة مدرب يتنقل في موسم واحد بين ناديين او ثلاثة اندية.

وايضا اللاعبين الغالبية منهم نظرتها مادية وشغلها الشاغل في بداية كل موسم وفي فترة تجديد العقود اللعب على اكثر من حبل وتنقلاتهم بين الاندية تشبه الى حد كبير كرة اليد التي تتلقفها ايادي اللاعبين وتمرر في كل لحظة كل هذه السلبيات بحاجة الى تغيير وعلى انديتنا تصحيح المسار برمته ومن الضروري تغيير نمطية العمل الاداري ومن الضروري على الاداريين تغيير نظرتهم للمدربين وعلى المدربين عدم القبول بعقود قصيرة الاجل اذا ما ارادوا تحقيق نجاحات مستقبلية فقياس مدى عطائهم لا يأتي ضمن قضاء فترة وجيزة مع هذا الفريق او ذاك.

كما وينبغي ان تتلاشى ظاهرة استجلاب فريق كامل من اللاعبين من خارج اروقة النادي وترسيخ فكرة الاعتماد على قطاع الشباب والناشئين لرفد الفريق الاول والا فالمعاناة ستستمر وستبقى الاندية غير آمنة وغير مستقرة وليعمل الجميع على الاهتمام بالفئات السنية كونها تشكل الذخيرة المستقبلية لضمان أي نادي فقد تكشفت الامور بعدم اهتمام انديتنا بالفرق الرديفة.

لذا يتوجب من ادارات الاندية ان تجلس مع نفسها ومع مدربيها وحثهم على خلق قاعدة للفريق وتطوير المستوى الفني للاعب والاعتماد على الشباب وتشجيعهم بدلا من ان يبقى الحال على ما هو عليه فبعض المدربين يتقاضون مبالغ طائلة ومردودهم الفني ضعيف ويقتصر على النتائج الآنية وبعضهم لم يترك حتى أي ارث فني للأندية والادهى ان منهم دخل وخرج ولا يعرف من هو مدرب فريق الشباب او الفريق الرديف ان وجد فكيف اذن يتحقق التطوير وكيف لنا بناء قاعدة متينة محصنة لكرتنا الفلسطينية؟

الروح القتالية والاصرار على التحدي

الروح القتالية كلمة السر وهي من تحول الهزيمة الى انتصار وليس الطرق التكتيكية فقط من تحدد مصير المباراة وخير مثال هبوط الروح القتالية لترجي وادي النيص في الاسبوع الاخير من مرحلة الذهاب اودى بهم الى تعرضهم لخسارة لم تسجل في تاريخهم من قبل وكانت امام متذيل اللائحة مركز شباب طولكرم الذي اعلن الانتفاضة وسجل ستة اهداف وتفوق على خسارته في الاسبوع العاشر بثمانية امام السموع بكل تأكيد هذا نتاج عودة الروح القتالية والاصرار والتحدي لتجاوز الصعاب من جانب الجميع في مركز طولكرم وهذا عنوان ودرس للجميع ورسالة بأن المال ليس كل شيء بل الروح القتالية هي الاهم .

أين نحن من الاستثمار

هل هناك فعلا استثمار رياضي في انديتنا فمنذ تولي اللواء جبريل الرجوب دفة القيادة في اتحاد كرة القدم بل رياضتنا بأكملها تحدث مرارا وتكرارا عن ضرورة الاستثمار في الجانب الرياضي لكن لا حياة لمن تنادي فإدارات الاندية تسمع او بالأحرى سمعها خفيف لا تعي ما قاله اللواء جبريل الرجوب في هذا الجانب الهام والعمود الفقري للخروج من الازمات المالية والتوقف عن طرق ابواب الشحادة او ليس لديها فكر ونظرة شمولية فغالببة ادارات الاندية من رجالات الاعمال واصحاب الشركات لكنهم كما يبدو لا يروق لهم العمل الاستثماري في الاندية بل كل همهم الالتصاق بالكرسي لرفعة مكانتهم الاجتماعية وشرائها بفتات مما يملكون من اموال زاد الله في رزقهم .

بكل اريحية كل نادي يستطيع تشكيل فريق عمل يبحث طرق الاستثمار فالأفكار كثيرة وقابلة للتطبيق في ظل وجود تهافت لرجال الاعمال بالدخول في مجالس ادارات الاندية .

نعم هناك اندية لديها دخل مالي من مشاريع خاصة بالنادي لكن لا يلبي كل المطالب وعليها العمل على التطوير بما يكفل لهم تحقيق اكتفاء ذاتي وهنا على سبيل المثال نادي شباب الظاهرية فهو من الاندية التي لديها مدخول مالي لا يكفي عن طريق تأجير حواصل محلات خاصة بالنادي تدر عليه بعض الاموال لكن ليس بالشكل المأمول لكنها خطوة مهمة.

يا كبار ويا سادة في ادارات انديتنا الاستثمار يحتاج الى مختصين في النادي وما اكثرهم اليوم في مجالس الادارات وفي اللجان تعطفوا واعملوا على تشكيل دائرة للاستثمار فالاعتماد على الدعم من هنا وهناك خطأ ان لم يتم تعزيزه باستثمار داخلي للنادي يدر ايرادات تساهم في الاستقرار ويخفف عبئ التكاليف الباهظة التي تصرف على اللاعبين والجهاز الفني والمتطلبات الاخرى ننتظر منكم فتح باب الاستثمار على مصراعيه والتفكير بجدية بذلك.

مواضيع قد تهمك