شريط الأخبار

معركة "البيرنابيو" الشرسة

معركة البيرنابيو الشرسة
بال سبورت :  


كتب محمود السقا- رام الله

سحر الكرة يكمن في تقلباتها الدراماتيكية، وانعطافاتها المثيرة، وفي تقديري أن هذا ما حصل في لقاء ريال مدريد وبروسيا دورتموند الألماني، ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا، وانتهى اللقاء، كما هو معلوم، بهدفين لمثلهما، ما بوّأ دورتموند رأس المجموعة. لقاء المتعة الحافل بكل أبجديات فنون اللعبة، أسفر في بادئ الأمر عن تقدم "الريال" بثنائية كانت كافية ليقفز إلى رأس المجموعة، لكن فريق دورتموند، رفض الاستكانة، ورفض أن يتسلل الإحباط إلى نفسه، وأصر على اللعب، من أجل تعديل النتيجة، وهو ما تحقق له في نهاية المطاف، ليستحق الفريق أن يكون خير نموذج في الإصرار والعزيمة وقوة الإرادة، وكل مَنْ يتسلح بهذا الثالوث السحري، فإن النجاح، لا بد وأن يكون حليفه. رسائل كثيرة حملها لقاء الإثارة والندية، ولعل أولاها: التمرد على لغة اليأس والخضوع، حتى وإن كان مرمى الفريق الخاسر مهتزاً بأكثر من هدف.

الرسالة الثانية: احترام المنافس هو أحد مفاتيح النجاح، وهذا ما تخلى عنه "الريال" عندما اعتقد، خطأ، أن النتيجة باتت محسومة، خصوصاً وأنه تقدم بثنائية. الرسالة الثالثة: الكرة تنهض على معادلة قوامها: إذا لم تُسجل، فإن شباكك سوف تهتز، وهذا ما حصل مع "الملكي" فقد بدد بعد الهدفين العديد من الفرص السانحة، ومن أبرزها فرصة رونالدو، الذي واجه الحارس، وضرب القائم بدلاً من أن يعصف بالشباك.

هل أخطأ زيدان في إدارة معركة "البيرنابيو" الشرسة، من خلال التغيير الجذري، الذي أحدثه في خط المنتصف؟ فقد كان يعتمد على مودريتش وكوفاسيتش وايسكو وفاسكيز، وكان هذا الرباعي، يفرض أسلوبه ونهجه وهيبته على الفرق المنافسة، بما في ذلك برشلونة في قلب "الكامب نو"، لكن زيدان استعاض عن ايسكو وكوفاسيتش بالثنائي: كاسيميرو ورودريغيز، وسحب مودريتش، ضابط الإيقاع المتمرس، وزج بالعائد من الإصابة، كروس، لينعكس كل ذلك، بالسلب، على خط الظهر، الذي ظهرت فيه الثغرات، خصوصاً من جهة مارسيلو، الذي كان يغوص في العمق، ويترك خلفه مساحة واسعة، استغلها لاعبو دورتموند، وأنجزوا من خلالها التعادل العادل.

مواضيع قد تهمك