شريط الأخبار

صور حافلة بالجمال

صور حافلة بالجمال
بال سبورت :  

كتب محمود السقا- رام الله

الصور الجميلة، التي يصادفها المتابع والمراقب، كثيرة ومتعددة الأشكال والأوجه والسِّمات، ولا يستطيع القفز عنها أو تجاهلها، أو تركها وشأنها من دون وقفة أو التفاتة أو حتى تعليق.

من بين الصور، التي صادفتني، وتوقفت في حضرتها، متابعاً ومتأملاً أبعادها ومراميها، تلك التي فرضت نفسها في احتفالية نادي أهلي الخليل، التي أقيمت، مؤخراً، في مدينة خليل الرحمن، لمناسبة تكريم فرق النادي، خصوصاً صاحبة الإنجازات، وهي: فريق الكرة الأول، وفرق كرة الطاولة، مجتمعة، وفريق الشطرنج. أكثر الصور الحافلة بالجمال والبهاء والسمو، تلك رسخها بصورة بدت لي وكأنها قمة في التراجيديا، لا سيما عندما أمسك كفاح الشريف، رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، المُتنحي، طوعاً، عن القيادة، بالميكرفون، ونادى بالاسم على أصحاب الأيادي البيضاء، الذين كان لهم شرف خدمة النادي الأهلي، وكان صاحب أول اسم هو عادل أبو عيشة، الذي حرص على حضور الاحتفالية مُستعيناً بكرسي متحرك، ففاضت عيناه بالدموع، وأجهش بالبكاء، لأنه تصدر المشهد، ولأن أحداً لم يقفز عنه، ولم يُسقط اسمه، بل كان أول من اعتلى خشبة المسرح، وهذه اللفتة الحافلة بالمعاني والدلالات، خصوصاً لجهة الوفاء، جعلتني أتفاعل معها، فهتفت في سري قائلاً: "يحيا الوفاء".

الوفاء قيمة عظيمة الشأن، ولا يمارسها إلا الكبار في أخلاقهم ومواقفهم، وقد كانت هذه الصورة من أعظم الصور وأرقاها، لقد لمست أن الرجل عاش اجمل لحظات الفرح والسعادة، كيف لا والقاعة الحاشدة، التي ضاقت بما رَحبت، اشتعلت تصفيقاً، في إشارة إلى أن أبو عيشة سيبقى جزءاً أصيلاً من الذاكرة الجمعية لنادي أهلي الخليل وأسرته.

الصورة الثانية، التي أجبرتني على التوقف عندها تمثلت بالعدد المهول من الحضور، لدرجة أن هناك مَنْ تابع الاحتفالية، وقوفاً. شخصياً لم أكن أتوقع هذا الحشد الواسع، وقد بدا لي أن السواد الأعظم من شخوصه نخبويون، ويتسابقون على مد يد العون والمساعدة للنادي، وتجلى ذلك، بوضوح، من خلال حجم التبرعات التي تم جمعها في ليلة ليلاء مشهودة.. للحديث صلة.

مواضيع قد تهمك