كتب محمود السقا- رام الله

في الوقت الذي تُشدد الهيئات والمنابر الدولية، وفي مقدمتها "الفيفا" واللجنة الاولمبية الدولية، على ابعاد السياسة عن الرياضة، فان دولة الاحتلال الاسرائيلي لا تتورع عن اقحام السياسة في ملاعب وميادين الكرة. أليست اسرائيل مَنْ جندت اللاعب الغاني "جون بانستيل" كي يستغل اللعب تحت اضواء كأس العالم، وتحديداً في مونديال 2006 الالماني، ويحتفل بتفوق منتخب بلاده على جمهورية التشيك، وبدلاً من ان يرفع علم غانا، فقد استعاض عنه بالعلم الاسرائيلي، الذي كان يحتفظ به في جوربه؟ أليس في مثل ذلك المشهد تحد صارخ لـ "الفيفا" وسواه؟

في ظل غياب الروادع والزواجر، فان اسرائيل تتوسع في تحديها ومماحكاتها وإفكها. فصل جديد ظهر، مؤخراً، وتم التعبير عنه، من خلال مسارعة وسائل الاعلام الاسرائيلية الى التحذير من مغبة المسّ او النيّل من سلامة مدرب منتخب غانا، وهو مدرب اسرائيلي واسمه "أفرام غرانت"، لأنه سوف يكون على رأس القيادة الفنية لمنتخب "النجوم السوداء"، الذي سيلعب مع مصر، ضمن التصفيات التمهيدية المؤهلة لنهائيات كأس العالم يوم الاحد المقبل.

العزف على وتر التباكي على المدرب الاسرائيلي، هو نوع من الزج بالسياسة الى ساحات الرياضة، وهو نوع من الحرب النفسية، التي تمارسها اسرائيل ضد منتخب "الفراعنة" انتصاراً لمدرب اسرائيلي، وهذه هي قمة العنصرية.

اثارة موضوع المدرب "غرانت"، ينطوي على اساءة متعمدة ومقصودة للأشقاء المصريين، من خلال الايحاء بصورة فجة، تبلغ حد الوقاحة، بغياب عنصر الأمن في "بلاد الكنانة"، وهو ادعاء زائف، ولا أساس له من الصحة.

لقد آن الاوان لوضع حد لحالة السعار والجنون والعربدة، التي تمارسها اسرائيل، غير آبهة بردات الفعل.