أين هو الخطأ ؟

إذا كان المولى، عز وجل، خلق الجنة والنار، في اشارة
الى ان هناك انتصاراً وتكريساً وتعظيماً لمبدأ ثابت واصيل قوامه: الثواب والعقاب،
فأين هو الخطأ ان نترسم، نحن كبشر، هذا النهج الرباني المُنصف والعادل، والحافل
بالدلالات والمعاني؟
أكتب هذه العبارات الاستهلالية كي أدلف،
مباشرة، على الموضوع، الذي كرست هذه الوقفة من اجله، ويتمثل بالانحياز التام
والمطلق للقرارات الانضباطية الصادرة عن اتحاد الكرة في وقت اسبق، وتضمنت عقوبات
طبيعية، رداً على المخالفات، التي واكبت او أعقبت بعض اللقاءات، ضمن منافسات دوري
الوطنية موبايل للمحترفين، او الدرجة الاولى.
اتحاد الكرة هو المسؤول الاول والاخير عن
اللعبة من جميع النواحي، سواء لجهة اثرائها وتطويرها والنهوض بها، أو حمايتها من
اخطر وأشرس مرض قد يهدد كيانها، مثل الشغب، هذا المرض اللعين والخطير، الذي إذا سُمح
باستشرائه وانتشاره وذويعه، فان تداعياته ونتائجه ستكون خطيرة ومُهلكة ووخيمة،
ولذلك فان التصدي له، بقوة وعنفوان، هو الطريق الصحيح والقويم.
لقد أصدر اتحاد الكرة الانكليزي، بالامس
القريب، عقوبتين مزدوجتين بحق مدرب فريق مانشستر يونايتد، البرتغالي مورينيو، لا
لشيء الا لأنه علق على احد الحكام، بالسلب، وسوف يجلس مورينيو فوق المدرجات،
وعندما سُئل عن رأيه بالعقوبتين اجاب: لقد اخطأت، خصوصاً عندما قللت من شأن الحكم.
الاعتراف بالذنب فضيلة الفضائل، لقد تقبل
مورينيو العقوبتين، ولم ينبس ببنت شفة، وهو المعروف عنه الغلظة وسلاطة اللسان.
اتحاد الكرة الفلسطيني عندما يُعاقب لاعباً او
فريقاً او جمهوراً او ادارياً او حتى زميلاً صحافياً، فانه يُريد ان يحمي اللعبة
من الفوضى والاستقواء عليها، وهذا حقه الطبيعي، الذي كفلته القوانين والانظمة
واللوائح المتعارف عليها، دولياً ومحلياً.