موهبة فلسطينية في نادي "اليوفنتوس"

كتب محمود السقا- رام الله
سئل عالم الكيمياء المصري الراحل، احمد زويل، الحائز
على جائزة نوبل في العلوم، كاول عالم اميركي: لماذا لم تُحقق نفس الابداع في وطنك
مصر؟ هل لان الغرب افضل ذكاءً من العرب ام ماذا؟
أجاب بحسم: الغرب ليسوا عباقرة، ونحن لسنا
أغبياء هم، فقط، يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل.
اكتب هذه العبارات في الوقت، الذي عايشت
السعادة بأسمى معانيها وأنا أتابع، بفخر وزهو، كيف ان فريق يوفنتوس الايطالي، نجح
في التعاقد مع الموهبة الكروية الفلسطينية، راشد الحجاوي، ابن العشرة اعوام،
والتحق، مباشرة، في اكاديمية نادي "السيدة العجوز"، وهذا هو لقب نادي
يوفنتوس، صاحب الريادة في دوري "الكالتشيو".
راشد الحجاوي، ولد في النرويج، ومنذ نعومة
أظافره عشق الكرة وداعبها، صغيراً، وتعلق بها حتى أصبح يسير، بثقة وثبات، على طريق
الابداع والتميز، ومن المؤكد ان راشد الحجاوي، يتسلح بكل الوان واطياف الموهبة،
بدليل ان نادياً كبيراً وعريقاً بحجم وامكانيات وقدرات وشهرة يوفنتوس، اعتبر نفسه
محظوظاً، لأنه حظي بتوقيع اللاعب والظفر بخدماته.
لدينا لاعبون لا يقلون شأناً ولا موهبة عن
اقرانهم في الغرب، لكن الفرق بيننا، نحن ابناء منطقة الشرق الاوسط، وكل مَنْ ينتمي
الى بلدان ودول العالم الثالث، أننا لا نبحث عن الموهبة، وهي في مقتبل العمر، ولا
نوفر البيئة المناسبة لاستقطاب مثل هذه المواهب، عن طريق تدشين الملاعب، الشعبية
وسواها، بعكس الغرب، الذي يُسارع الى بناء الاكاديميات، فتفتح أبوابها امام النشء،
وهم في سن السادسة، وتضع لهم البرامج في مختلف مراحل اعمارهم حتى يبلغوا سن النضوج
الكروي، ولذلك فان من الطبيعي ان يتميز اللاعب الاجنبي عن العربي من كافة النواحي،
المهارية والتكتيكية والانضباطية والبدنية وهلم جرا.