تأجيل تحقيق العدالة

كتب محمود السقا- رام الله
الأدلة والشواهد والبراهين، التي تُدين دولة
الاحتلال الإسرائيلي الباغية، فيما يخص أندية المستوطنات، غير الشرعية وسواها،
كثيرة ومتعددة الأشكال والأوجه، لعل أحدثها وأبرزها: رفض اتحاد الكرة الإسرائيلي
قبول عقد لقاء مع لجنة المراقبة الخاصة بفلسطين ودولة الاحتلال، برئاسة الوزير
الجنوب إفريقي "توكيو سجوالي"، عشية انعقاد كونغرس "الفيفا"،
الذي انفض سامره، مؤخراً، ليتأجل بذلك البت، المؤقت، في مصير أندية المستوطنات
لشهر تشرين الأول المقبل.
رفض اتحاد الكرة في دولة الاحتلال عقد لقاء مع
اللجنة المُكلفة ملف الانتهاكات الإسرائيلية، ومن ضمنها الوجود، غير الشرعي،
لأندية المستوطنات، جاء في سياق الهروب من المساءلة، خصوصاً في ظل اعتزام رئيس
اللجنة تقديم توصياته القاضية الالتزام بتطبيق قوانين ومعايير "الفيفا".
تأجيل البتّ في مصير أندية المستوطنات، يؤكد،
بالدليل، ان دولة الاحتلال باغية وظالمة، وأن ممارساتها ونهجها وسياساتها، تقوم
على الطغيان والعربدة، وضرب العدالة في مقتل، لكن لن تنجح، "لأن الحق أحق ان
يُتبع".
هكذا هو دأب الإسرائيليين، فهم يُماطلون
ويُسوفون ويراوغون، بالضبط كما تروغ الثعالب، لأنهم على باطل.
هروب دولة الاحتلال، بإرجاء البت في مصير أندية
المستوطنات، هو تأجيل مُتعمد للعدالة، وعرقلة مقصودة لمجراها كي لا تأخذ دورها،
لكن العدالة سوف تنتصر، في نهاية المطاف، وسوف تدمغ الاحتلال، وتكشف عن سوءاته
وألاعيبه، التي لا تتوقف، وهذا ما أشار إليه، بطريقة أو بأخرى، السيد فادي القرعان،
مدير حملات "آفاز" في فلسطين، واحد منظمي الحملة، التي استقطبت مائة
وخمسين ألف شخص، من كافة أرجاء العالم، وتمحور عمل الحملة على مطالبة
"الفيفا" بمنع فرق المستوطنات من اللعب على أراض فلسطينية محتلة.