دعونا نُراقب ثم نحكم

كتب محمود السقا- رام الله
"وعد
الحر دين"، هذا المثل العربي الدارج والشائع سوف يكون حاضراً اليوم الخميس،
عندما يجتمع مجلس «الفيفا» برئاسة «جياني انفانتينو» في زيوريخ، من اجل التقرير
بشأن مطالبة اتحاد الكرة في دولة الاحتلال بحظر مشاركة فرق المستوطنات في منافسات
الدوري، لأنها ببساطة غير شرعية، كونها تتبع لمستوطنات مُقامة على أراض محتلة،
بقوة السلاح، وقد تم الاستيلاء عليها بالعدوان الغاشم.
رئيس «الفيفا» سبق وان قطع عهداً وموثقاً على
نفسه حينما صرح على الملأ لوسائل الإعلام قائلاً: إنه سوف ينحاز إلى الحق، وانه
سيحارب الباطل ويدحضه، وأنه سيكون مُنصفاً، وهذا ما سوف نُعاينه، ونقف عليه، من
خلال قرار مُنصف وعادل يصدر اليوم.
لقد سبق وان قال أحرار العالم كلمتهم بشأن
أندية المستوطنات، وقد تم التعبير عن ذلك، من خلال حملة شارك فيها ما يربو على
مائة وخمسين ألف شخص من جميع انحاء العالم، وطالبوا «الفيفا» بشكل واضح وصريح
وحاسم بحظر لعب فرق المستوطنات فوق الأراضي الفلسطينية، باعتبارها أراضيَ مُحتلة.
هذا الحراك لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن منظمة
حقوقية، تتخذ من مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية مقراً لها مثل
«هيومن رايتس ووتش»، حملت بشدة على «الفيفا»، لأنه يغض الطرف عن أندية المستوطنات،
وقالت بالحرف: "إن الأرض المُقامة عليها هي أراض مسروقة ومنهوبة".
وسارت على نفس الخطى مؤسسات أُخرى عتيدة ولها
وزنها وثقلها، ويحضرني، هنا، البرلمان الأوروبي، ومنظمة «أفاز»، وهذان الإطاران
سبق وان أصدرا بيانات وتقارير تؤكد على عدم شرعية أندية المستوطنات.
إن المكتب التنفيذي سيقول كلمته، اليوم، وكل ما
نأمله ونتمناه أن يكون حاسماً، بحيث يرفع البطاقة الحمراء في وجه أندية
المستوطنات، تمهيداً لاتخاذ قرار يقضي بحظر أنشطتها.