الضيف الثقيل

كتب محمود السقا- رام الله
أعترف ان هذه العبارة استفزتني، كثيراً، وزادت من منسوب غضبي وحنقي، خصوصاً أنها جاءت في سياق التدليل على منتخب استراليا، الوافد الى قارة آسيا قادماً من أوقيانوسيا، بمبادرة شخصية من رئيس اتحاد الكرة الآسيوي السابق، محمد بن همام.
لا أدري ما هي دوافع محمد بن همام من وراء جلب استراليا الى معترك القارة الآسيوية، لكن لنتفق جميعاً، ان تلك الخطوة صبّت في قنوات وروافد منتخب استراليا، الذي أصبح ضيفاً دائماً على موائد المونديال الكوني، منذ التحق بركب منتخبات قارة آسيا، فتأهل لمونديالي: 2010 الجنوب إفريقي و2014 البرازيلي.
جلب منتخب استراليا، جاء على حساب المنتخبات العربية الآسيوية، التي احتجبت عن المونديال لمجرد ظهور "الكنغر" الأسترالي.
لقد استفزتني عبارة ان منتخب استراليا "ضيف ثقيل" على القارة، كنت أفترض ان يتم التعاطي مع المسألة من زاوية أخرى، بمعنى ان منتخباً قوياً مثل المنتخب الأسترالي، ينبغي ان يكون بمثابة الحافز للمنتخبات العربية كي تُطور إمكانياتها وقدراتها وخطط لعبها وآليات اختيار لاعبيها، من اجل ان تخلق منتخبات قادرة على مقارعة "الكنغر" الأسترالي، بدلاً من ضرب أخماس بأسداس، أو لعن اليوم، الذي جاء فيه منتخب استراليا الى قارة آسيا، وهذا ما عزف على أوتاره الكاتب والزميل اللبناني المخضرم، سعيد غبريس، عندما صب جام غضبه وحنقه على محمد بن همام، لأن منتخب استراليا، انضوى في إطار منتخبات القارة، بقرار منه، شخصياً، نكاية بالقائمين على هذا المنتخب او ذاك.
ما هكذا تورد الإبل، ولا بهذه الطريقة تُدار أو تُساس الأمور، لماذا لا ننظر الى استقطاب منتخب استراليا من منظور إيجابي؟ وتحديداً من اجل تطوير واقع المنتخبات الآسيوية، وعلى وجه الخصوص منتخبات غرب القارة، لأن منتخبي: اليابان وكوريا الجنوبية، أصبحا ضيفين دائمين على المونديال.