صوت جريء يفضح الإعلام

كتبمحمود السقا- رام الله
يحمل الزميل
المخضرم، منير الغول بشدة، على الاعلام الرياضي الفلسطيني، رغم انه أحد اعمدته،
وأركانه، وربما من الرعيل، الذي وضع اللبنات الاولى من مداميكه، الآخذة في التطاول
والارتفاع، منذ ان كان فتى غضاً طرياً ويافعاً، وحتى أصبح كهلاً، والكهل في اللغة
هو مَنْ جاوز سن الشباب، ولم يصل سن الشيخوخة.
الغول اعتبر ان التأثير السلبي للاعلام، هو
الذي أضر، وسوف يُضر، بالرياضة المقدسية، وهو الذي سوف يُعيق ويُعرقل من
دوران عجلاتها ودواليبها.
حديث الغول، جاء خلال مشاركته في ندوة نظمتها
"جمعية يوم القدس"، وجرت في رحاب العاصمة الاردنية، عمان، وكان من ضمن
المتحدثين في الندوة، وكانت له مساهمة هي عبارة عن ورقة عمل بعنوان: "إرث
الماضي وقصور الحاضر".
سألت الزميل الغول: لماذا تُحارب الاعلام،
وأنت أحد أضلاعه، ومن أسرته، بمعنى اذا اكتنفه بعض القصور والعَوَر، فان لك يد في
ذلك باعتبارك من "آل البيت"، إذا جاز التعبير.
اجاب: الاعلام الرياضي، حاد عن رسالته، السامية
والنبيلة، وبدلاً من ان يكون ناصحاً ومُوجهاً وجريئاً وشجاعاً ومِقداماً في قول
كلمة الحق، فقد اصبح شريكاً في الجُرم، وعندما سألته: بماذا يقصد بالجُرم قال: لقد
انعطف الاعلام عن رسالته، وأصبح يُروج للاحتفالات ذات الطابع التكريمي والكرنفالي،
وعلى سبيل المثال وليس الحصر: "فلان كرم فلاناً"، وقد أصبحت الدروع
والكؤوس آداة للترويج، لهذا الشخص أو ذاك، والأنكى من ذلك ان الاعلام بات يُروج
لكل ما له علاقة بـ "البزنس"، وهذا أمر مُزعج ومؤسف، وفي غاية الخطورة،
فهل يُعقل، والحالة هذه، ان المدارس والاكاديميات الكروية، أصبحت تتقاضى مبالغ،
ليست بسيطة، مقابل السماح بالتحاق الأطفال فيها، لا شك ان مثل هذا النهج، يتحمل
كامل المسؤولية في الترويج له الاعلام.
هل هذا كل ما لدى الزميل الغول؟
أبداً هناك ملاحظات كثيرة تفضح سلبية الاعلام، لكن المساحة ضاقت، لذا أكتفي بهذا القدر.