الصحافة الجريئة

كتب محمود السقا- رام الله
جرأة الصحافة هي التي أطاحت المدير الفني لمنتخب الكرة الإنكليزي "سام الاراديس" وأجبرته على مغادرة موقعه، معتذراً، وليس كما درجت عليه العادة غاضباً وحانقاً ومتوعداً وضارباً أخماساً بأسداس.
صحيفة "ذي تليغراف"، كشفت من خلال شريط فيديو كيف أن المدير الفني لمنتخب "الأسود الثلاثة" أرشد رجالاً وهميين من شرق قارة آسيا بالالتفاف على القوانين الإنكليزية فيما يتعلق بانتقالات اللاعبين.
الرجال الوهميون هم عبارة عن صحافيين، وقد نصبوا شباكهم حول "الاردايس"، وسرعان ما وقع في حبائلها مقابل أربعمائة ألف جنيه استرليني، ما دفع اتحاد الكرة الإنكليزي كي يُسارع إلى مواجهته فعقد معه جلسة سريعة أفضت إلى الاتفاق على فسخ العقد، دون تبعات مالية، خصوصاً وان المدرب الإنكليزي مُدان بالجرم الثابت والمشهود، الذي وثقه شريط الفيديو.
إطاحة المدرب الإنكليزي عن موقعه انتصار عظيم للصحافة، وتأكيد على دورها باعتبارها رسالة مُقدسة، ولا يجوز أن تحيد عن مسارها وطريقها، الذي ينهض على المتابعة والمواكبة ورصد كافة التفاصيل والحيثيات، صغيرها وكبيرها، ومعالجتها بكل جرأة وشجاعة وإقدام، بعيداً عن منطق الحلول الوسط او الترقيعية.
رسالة الصحافة الحقيقية ولا أقول المُدعية، تستند الى الصدق والموضوعية والثبات وقول كلمة الحق، مهما كانت شديدة الوطأة والقوة، بمعزل عن التفكير في انعكاساتها وارتداداتها على الكاتب او الصحافي.
قول كلمة الحق هو العنصر الأبرز والأفعل والأهم في رسالة الصحافة، والانحياز إلى كل ما هو صحيح وسديد، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمصالح الوطن، وهذا ما دفع صحافيي جريدة "ذي تليغراف" لاختيار "سام الاردايس"، باعتباره الرجل الأول، الذي يمسك بمقدرات الكرة الإنكليزية، ما يعني ان يكون مُحصناً من كافة الشبهات، فما بالكم عندما يتعلق الأمر بقبول الرشاوى؟