كتب محمود السقا- عشق اباد

شغف الرئيس التركمانستاني محمدوف بالرياضة دفعه كي يستقبل الصحافيين الرياضيين، المتواجدين، حالياً، في بلاده، من اجل تكريمهم على مستوى قارة آسيا، يوم غد الخميس ، وتزامناً مع الحدث فقد بادر إلى تكريم ثُلة من الرياضيين، لا سيما أصحاب الإنجازات الرفيعة، خصوصاً أبطال المصارعة، وحيا كل واحد منهم على حدة، وعلى مرأى ومسمع من الحشود، التي اصطفت قبالة القصر الجمهوري، ومنح كل واحد سيارة من نوع "تويوتا كورولا"، بالإضافة إلى جائزة مالية تقدر بثلاثين ألف دولار، علماً أن عدد المُكرمين بلغ 16 بطلاً.

ولم يكتف الرئيس بلفتته، التي وجّه بتنفيذها، بل تعاطى مع أصحاب الإنجازات باعتبارهم أبطالاً، يُسدون خدمات جليلة وعظيمة لبلدانهم وأوطانهم، ومن شدة حب الرئيس وعشقه للرياضة، وتفاعله مع نبضها، فقد ركب دراجة هوائية، مع رئيس حكومته، وعشرات من أفراد حاشيته، وانطلقوا في شوارع العاصمة، عشق أباد، وأوعز بأن يرافقه الصحافيون الضيوف، من خلال وضع حافلة مكشوفة في متناولهم، وتشبه الحافلات السياحية، التي تجوب شوارع مدينة نيويورك، في الولايات المتحدة الأميركية، وهي شبيهة، أيضاً، بحافلات الفرق النادوية في أوروبا، التي تستخدمها في حالة التتويج بلقب الدوريات المحلية، أو حتى القارية.

تكريم المبدعين والمتميزين خطوة عظيمة الشأن والدلالة والقيمة والمنزلة، فهي رسالة واضحة المعاني والمضامين، تُعزز في نفوس المُكرمين أن جهدهم وتعبهم وكدّهم وعطاءهم لم يذهب هدراً، بل هو موضع تقدير واحترام، بدءاً من رأس الهرم، مروراً وانتهاءً بالجماهير، أكانت رياضية أو غير رياضية.

لقد تأكدت أهمية الرياضة بالنسبة لتركمانستان، من خلال كلمة الرئيس، التي ألقاها أمام الصحافيين، فقد اعلن أن بلاده رصدت خمسة مليارات دولار، من اجل إنجاز القرية الأولمبية، التي تقع وسط العاصمة، وسوف تستقبل منافسات بطولة أمم آسيا للصالات المغطاة العام 2017، وهي بالفعل قرية عصرية، متكاملة في جميع مرافقها، وتحتوي على خمس صالات، واستاد كروي، يتسع لما يقارب الـ 25 ألف مشجع، فضلاً عن الملاعب التدريبية، والساحات الخضراء، والغابات المبثوثة في كافة أركانها، وبمقدور الرياضيين أن يتنقلوا فيها، من خلال قطار كهربائي، يسير على جسور معلقة.

عشق أباد – 21-9-2016