كتب محمود السقا- رام الله

أخطأ المدافع الشبابي، وائل الشعراوي، فكلف فريقه خسارة مؤلمة وقاسية، حينما اهتزت شباك "العميد" بثنائية أهلاوية مستحقة.
خطأ الشعراوي، تم التعبير عنه بالتصدي، غير المشروع، لمهاجم أهلي الخليل، آغا نمير، ما دفع حكم اللقاء النابه والقريب من الكرة، جواد عاصي، لمعاجلة الشعراوي بالبطاقة الحمراء، واحتساب كرة ثابتة، لأن مهاجم الأهلي كان في حالة انفراد، ولذا فإن قرار الحكم كان صائباً.
وسكب المدافع، احمد حربي، جلّ خبرته في الكرة الثابتة، فأصاب مرمى توفيق علي في مقتل، معلناً عن هدف التقدم، ما ترتب عليه بعثرة أوراق الشباب، وبث الفوضى في الصفوف البيضاء، مقابل منح الثقة الكاملة للاعبي الأهلي، الذين استغلوا النقص العددي، فلم يكتفوا بالهدف، الغالي والثمين، بل عززوه بآخر، جاء من جملة تكتيكية مثيرة، أفضت في نهاية المطاف إلى اهتزاز الشباك للمرة الثانية.
كرة القدم قائمة على الأخطاء، حتى الصغيرة منها، فما بالنا إذا كانت كبرى، كالتي ارتكبها وائل الشعراوي عندما أعاق تقدم المهاجم آغا نمير، ولو تركه وشأنه، وحاول منعه بالطرق القانونية من التسديد لربما حال دون الوصول الى السيناريو الأسوأ، المتمثل بطرده وإصابة شباكه بهدف استهلالي.
في كل الأحوال لقاء السوبر، الذي جمع الجارين، الأهلي والشباب، حمل في ثناياه العديد من الملاحظات، لعل أبرزها: ان اللياقة البدنية ما زالت الحلقة الضعيفة في فرقنا، وحتى لدى المنتخب الأول، ما أفرزت بطئاً في اللعب، وفي عملية الاستلام والتسلم، ولم نشاهد تمرير الكرة من اللمسة الأولى، وهذا ما لاحظته في أداء الشباب، فضلاً عن أن خط ظهر "العميد" بدا مخترقاً، وهذا ما ظهر في اكثر من مرة، ورغم الكم الوافر في عدد اللاعبين ذوي الأسماء الكبيرة في عالم الكرة المحلية، إلا أن العقم التهديفي كان واضحاً للعيان، وأتحدث هنا عن لاعبي الشباب.
الأهلي فريق جاد ومجتهد ومثابر، ولا ييأس، فقد بدا حيوياً، في كافة الخطوط، ويُحسب لحارسه انه شكل صمام أمان لزملائه، مجتمعين، مثلما يُحسب لإدارته البحث الدائم عن المواهب واستقطابها، وقد أعجبني أداء إبراهيم الحبيبي الرفيع، فقد أقلق راحة مدافعي الشباب بتوغلاته السريعة والخطيرة.. مبروك للأهلي إنجازه الجديد.. إلى الأمام.