رحل أبا سفيان

كتب أسامة فلفل- غزة
قدر الرياضيين على الدوام أن يتجرعوا سم العلقم على فراق القادة والرواد الأفذاذ الذين غرسوا في ساحة العطاء الرياضي الفلسطيني سنابل الوفاء والانتماء وساهموا بالمحافظة على الانجازات رغم شظف العيش.
منذ أيام قليلة فقدت الحركة الرياضية الفلسطينية علما بارزا ورياضيا مخضرما عرفته ساحات وميادين وملاعب كرة القدم الفلسطينية المغفور له بإذن الله الحاج كمال عجور لاعب ومدرب فريق نادي العودة الرياضي (نادي الموظفين العرب التابع لوكالة الغوث لتشغيل اللاجئين) خلال فترة الخمسينات والستينات.
فكان الفقيد وعلى مدار عقود طويلة مثالا للإخلاص والوفاء والعطاء ,فكان قائدا رياضيا اتصف بالحكمة وسعة الصدر وبشاشة الوجه ورباطة الجأش وحسن الخلق مما عزز احترام الكل الرياضي لهذه الشخصية الرياضية.
لعب الفقيد الراحل مع نادي العودة ضد رعاية الشباب وجمعية التوحيد والنادي الأرثوذكسي العربي والنادي القومي وجمعية الشبان المسيحية ونادي اتحاد الشباب العربي وكان من اللاعبين المبرزين خلال مسيرته الخالدة.
التحق أيضا برعاية شباب غزة مع عتاولة الكرة في الزمن الجميل أمثال (المرحوم إبراهيم المغربي ,المرحوم سعيد الحسيني ,المرحوم إبراهيم عويضة ,محمد عياش ,إسماعيل المصري ,المرحوم فائق الحناوي ,محمد شبانة ,المرحوم خضر كرسوع ,خضر قدادة .... إلخ).
ساهم الفقيد خلال السنوات العجاف بعد نكسة حزيران 1967م في إعادة النشاط الرياضي لنادي العودة رغم المعيقات والعقبات والتحديات الكبيرة بسبب الاحتلال وتحمل المسؤولية الوطنية والرياضية باقتدار وساهم من ماله الخاص في إعادة الروح والحياة للنادي وإعادة تشكيل الفرق الرياضية ونجح في تعزيز جسور التواصل مع الأشقاء بالضفة الفلسطينية وكان من أوائل الرياضيين الذين سعوا بل وجندوا الطاقات وذللوا العقبات لتوحيد الجغرافيا الفلسطينية من خلال إقامة اللقاءات الرياضية والتواصل الرياضي الدائم مع كافة مكونات الرياضة الفلسطينية,كما كان للفقيد الراحل بصمة جلية في تعزيز النشاط الرياضي في الانتفاضة الكبرى عام 1987م ووقف يقدم الدعم والمساندة والهدايا والجوائز والكؤوس للنشاط الرياضي الشعبي للمحافظة على عملية الحراك الرياضي.
هذه كلمات متواضعة نخطها بمداد القلم عن شخصية رياضية مخضرمة صقلتها التجربة والخبرة في ميادين العطاء الفلسطيني فبرزت وتألقت وسجلت في سفر التاريخ مواقف ومحطات وانجازات وطنية ورياضية ستبقى خالدة في ذاكرة التاريخ والأجيال الرياضية الفلسطينية.
رحم الله فقيد الحركة الرياضية الفلسطينية الحاج كمال عجور الذي تعلمنا من مدرسته كيف يكون الفعل والعطاء والأداء في الميدان خالصا للوطن والمنظومة الرياضية بلا أوسمة أو نياشين.
تعلمنا من الراحل كيف يكون الانتماء صادقا في المحطات التي تحتاج للمواقف الوطنية الملتزمة ,لا نملك إلا أن نقول للفقيد نم قرير العين مرتاح البال فالعهد والقسم أن نظل حاملين المشعل والراية على نفس الطريق ,طريق العزة والكرامة.