لأطفال الدهيشة سـلام...

كتب محمود السقا- رام الله
يقول الله، عز وجل، في كتابه العزيز: "هل جزاء
الاحسان الا الاحسان"، صدق الله العظيم.
على هدي هذه الآية الكريمة من سورة الرحمن
الحافلة بالمعاني والدلالات، سارع أبناء مخيم الدهيشة الى جمع تبرعات، تمهيداً
لارسالها الى حيث نادي سلتيك الاسكتلندي، الذي تضامنت جماهيره الوفية والحاشدة مع
ابناء الشعب الفلسطيني، الصامد والمرابط، في وجه الطغاة، برفع الاعلام الفلسطينية
فوق المدرجات، خلال منافسات كأس الاتحاد الاوروبي، في اللقاء الذي جمع الفريق
الاسكتلندي مع فريق يمثل دولة الاحتلال الاسرائيلي.
منظر رفع الاعلام الفلسطينية، المُبهج، لم
يَرق للاحتلال، فكان التحرك على جناح السرعة، باتجاه قيادة اتحاد الكرة الاوروبي،
من اجل معاقبة الفريق الاسكتلندي، وهو ما حدث مع كل أسف بفرض غرامة مالية عليه،
لأن جماهيره انحازت الى الحق، وصرخت في وجه الباطل، من خلال رفع الاعلام
الفلسطينية، وهي اشارة تُدلل على حجم التعاطف، السامي والنبيل، الذي يحظى به
الفلسطينيون، الذين يتعرضون لأسوأ وأبشع احتلال عرفته البشرية، باعتباره احتلالاً
إحلالياً.
أبناء مخيم الدهيشة، جمعوا مبلغاً قُدر بمائة
واربعين الف جنيه استرليني في يوم واحد فقط، وهو مبلغ، على ضآلته، الا انه كبير
وضخم، نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة، التي يرزح تحت وطأتها الفلسطينيون، بسبب
ممارسات واجراءات الاحتلال.
تجاوب المواطنين في مخيم الدهيشة وسواه مع
الحملة يؤكد، بالدليل القطعي، ان هذا الشعب عظيم في كل شيء، في نضاله وصلابته
وتضحياته وتجاوبه مع أي نداء او مبادرة، تساهم في تعظيم شأن الوطن والمواطن
الفلسطيني.
الشكر، كل الشكر، لأطفال مخيم الدهيشة، الغُر
الميامين، والتحية الخالصة لمؤسسة ابداع الدهيشة، باعتبارها صاحبة المبادرة، وهي
بلفتتها، الذكية والحصيفة، انما تُعزز في الأذهان الدور الوطني والطليعي، الذي
تجسده مؤسساتنا أكانت رياضية او شبابية.