استقالة مزعجة..

كتب محمود السقا- رام الله
أشد ما يؤلمني ويزعجني ان أرى انساناً ناجحاً ومُنتجاً ومستعداً لاثراء واقع قطاعي: الشباب والرياضة، لكنه يقرر مغادرة موقعه، فجأة ودون سابق انذار، لأن ثمة عراقيل وُضعت في وجهه، إما لجهل أو عن سابق اصرار وترصد وعمد. لقد فوجئت باستقالة رئيس مجلس ادارة نادي هلال القدس، د. باسم ابو عصب، وسائر اعضاء مجلس الادارة.
لا ادري ما هي الأسباب، التي دعت الرجل كي يتنحى، ويترك "الجمل بما حمل"، وأرجو ان تكون مجرد ردة فعل آنية وعابرة ما تلبث ان تفضي الى عدول ابو عصب عن قراره، خصوصاً وانه رسم خارطة طريق واضحة المعالم، وكانت تهدف الى تطبيق الاحتراف بكل تفاصيله وجزئياته وابعاده، وكان جاداً في مسعاه، وقد بدأنا نلمس هذا النهج الصحي، من خلال الخطوات العملية، التي مارسها، قولاً وفعلاً وسلوكاً.
وبدأنا نسمع ان هناك مدينة رياضية سوف يتم الشروع فيها، وقد سبقها مركز للياقة البدنية، وآخر للثقافة بأنواعها.
كانت الاسرة الرياضية المقدسية على أبواب إحداث طفرة حقيقية على صعيد البنية التحتية الرياضية، وأين في المدينة المقدسة، التي هي بأمس الحاجة الى مشاريع ذات طابع رياضي وشبابي، من اجل ان تكون عنصر جذب للشباب المقدسي، بدلاً من تركه يهيم على وجهه في الشوارع والمقاهي. باستقالة د. ابو عصب لا أدري ما هو المصير، الذي يحيق بهذه المشاريع؟
وهل ستستمر او ان عجلتها سوف تتوقف؟ وجود ابو عصب وأمثاله من رجال الاعمال الناجحين على رأس مجالس ادارات الاندية سوف يُثري واقعها، فنياً وادارياً وبنية تحتية.
لو كنت في مواقع صانع القرار الرياضي والشبابي، سواء بسواء، لكنت وضعت على سلم اولوياتي استقطاب الأشخاص الناجحين ورجال الاعمال، والمؤهلين، وبوأتهم موقع القيادة والصدارة في الاندية والمراكز والاطر والهيئات الاهلية الرياضية.