تجاوز الخطوط الحمراء

كتب محمود السقا- رام الله
الأخلاق وممارستها، قولاً وفعلاً وسلوكاً، اهم واعظم قيمة، يمكن أن يتسلح بها الكائن البشري، ومن دونها يفقد الإنسان اتزانه وشخصيته وبوصلته.
في هذا المقام أعجبني، كثيراً، موقف اتحاد الكرة الأميركي، عندما سارع الى اتخاذ قرار رادع وشجاع، وينطوي على قيمة أخلاقية هائلة، ويتضمن إيقاع عقوبة مستحقة بحق حارسة المرمى "هوب سولو"، لأنها خرجت عن أدبيات وأصول الروح الرياضية، فوصفت منتخب السويد النسوي بكرة القدم بـ"الجبان".
جاء ذلك على خلفية اللقاء، الذي جمعهما في منافسات دورة الألعاب الأولمبية، التي اختتمت، مؤخراً، في البرازيل، وانتهى بفوز السويد بركلات الترجيح بواقع 4-3.
الاعتداء اللفظي، الذي مارسته "هوب سولو"، بحق لاعبات السويد، جاء على ضوء لجوئهن الى تطبيق الطريقة الدفاعية أمام منتخب الولايات المتحدة، واستدراجه لركلات الترجيح.
ولأن هذا الاعتداء، غير مقبول، ولأنه يضرب الروح الرياضية في مقتل، ولأنه يشجع على الفوضى والفلتان، وعلى النيّل من اللاعبين المستهدفين، فان اتحاد الكرة الأميركي رفضه وندد به، ولم يكتف بذلك، بل أوقع بالمتسببة به عقوبة قاسية، وتتمثل بالإيقاف ستة اشهر.
عندما مارس اتحاد الكرة الأميركي هذا السلوك المهم، فانه لم يتوقف أمام إنجازات الحارسة المخضرمة "هوب سولو"، ولم يلتفت الى مسيرتها الناجحة، كل هذا وسواه، كثير، قفز عنه الاتحاد الأميركي وانتصر الى الأخلاق، باعتبارها من افضل وأنبل القيم والخِصال والصفات الحميدة، التي ينبغي ان يتمتع بها الكائن البشري، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين يُشكلون القدوة الحسنة للأجيال والنشء.