فلسطين وأول إنجاز رفيع

كتب محمود السقا- رام الله
ليس هناك ما هو أجمل وأرقى وأعذب، وقعاً وأثراً على النفس البشرية، من لغة الانتصارات، باعتبارها اللغة الكاشفة عن وجود خامات ومواهب بمقدورها صنع الانجازات، شريطة ان تتهيأ لها الظروف والبيئة المناسبة، أكانت مادية او معنوية ولوجستية.
لقد أثبت الشباب الفلسطيني قدرته على الانغماس في معترك المنافسة، حتى وإن كانت بحجم ووزن وثقل ومكانة دورة الالعاب الاولمبية الصيفية، التي تدور رحاها، حالياً، في "ريو دي جانيرو".
بالامس القريب، رسمت ميري الاطرش فيضاً طافحاً من الابتسامات على وجوه الاسرة الرياضية الفلسطينية الظامئة والمتعطشة للانجازات فأفلحت في تحسين رقمها الشخصي في منافسات 50 م سباحة حرة، عندما حققت رقماً جديداً بزمن وقدره 28:76 ثانية، علماً ان رقمها هو 29:91 ثانية.
مشوار العطاء لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن العداء محمد ابو خوصة، ذهب بعيداً عندما نجح، باقتدار وعنفوان، في التأهل للدور الاول في منافسات 100م بزمن وقدره 10:82 ثوان، باحتلاله المركز الثالث في المجموعة الاولى، والسادس من بين واحد وعشرين عداءً.
تأهل محمد ابو خوصة سيجد له صدى وموطئ قدم في سجلات الشرف الخالدة، وسيؤرخ كواحد من الأبطال الفلسطينيين الأفذاذ، الذين دونوا اسماءهم بحروف من نور، كونه اول فلسطيني يحقق هذا الانجاز الرفيع.
محمد ابو خوصة، تأهل بجدارة واستحقاق، في اكبر محفل اولمبي بأقل الامكانيات، رغم ان اللجنة الاولمبية الفلسطينية، رتّبت له معسكرات تدريبية خارجية، طويلة الأمد، من خلال برنامج التضامن الاولمبي.
أهتف من أعماقي لميري الاطرش، ومحمد ابو خوصة قائلاً لهما: مرحى لكما، لقد شرفتما فلسطين، في ظل غياب البنى التحتية الرياضية، بانتفاء وجود مسبح اولمبي، او مضمار لألعاب القوى، على امتداد الوطن الفلسطيني، هذا الأمر، يحتاج الى وقفة جادة، نأمل أن تكون في أمد منظور، وليس ببعيد.