انتصار الحق الفلسطيني

كتب محمود السقا- رام الله
ضجيج الكرة الفلسطينية وصخبها لا يكاد يهدأ ولا ينقطع، على مدار العام، شأنها في ذلك شأن القضية الفلسطينية، فهي حاضرة، وبقوة، في كافة المنابر والمحافل، الإقليمية والقارية والدولية، فارضة نفسها كقضية محورية وعادلة، وتجأر بالشكوى، من اجل رفع ظلم الاحتلال عن كاهلها.
حال الكرة الفلسطينية لا يختلف، كثيراً، عن حال فلسطين المبتلاة باحتلال غاشم فهي مُكبلة بأصفاده وبإجراءاته التعسفية، ورغم اتساع نطاق وحجم التحديات إلا أنها لا تهدأ ولا تستكين، وترفض ان تجتر أحزانها وتكتفي بلعق جراحها. إنها تستعيض عن كل ذلك برفع صوتها، عالياً ومُجلجلاً، بحيث يصل الى كل العالم، ليكون شاهداً على بؤس وسقم الاحتلال وسوء تقديره.
هذا الضجيج أتى أكله، عندما انصاع الاحتلال، بالأمس، الى المواثيق والأعراف والقوانين الدولية المنبثقة عن «الفيفا»، وعاد وسمح لثمانية لاعبين من فريق شباب خان يونس بالدخول الى المحافظات الشمالية، بعد ان عَمَد الى عرقلة وصولهم في وقت سابق.
التحاق اللاعبين الثمانية بزملائهم هو انتصار للحق الفلسطيني، وانتصار لحالة الإصرار والثبات والرسوخ، التي مارستها قيادة اتحاد الكرة، لا سيما عندما أعلنت النفير لمجرد ان نزع الاحتلال باتجاه سلوكه الفج، والمتمثل بوضع العراقيل في وجه الأسرة الرياضية الفلسطينية.
إن افضل رد على الاحتلال أن تُعلي الأسرة الرياضية من بنيان وصروح التنافس الشريف، وأن تُصر على إخراج منافساتها ولقاءاتها، الرسمية منها والودية، بأجمل وأبهى الصور، وفي تقديري ان هذا ما سوف يتجلى في لقاء اليوم، الذي سيجمع أهلي الخليل وشباب خان يونس، لحساب إياب كأس فلسطين، من خلال الحرص على ان يكون اللقاء نظيفاً في كل شيء، وهذا ما سيحدث وما نُراهن عليه..