جنون الاحتلال إذ يتوسع

كتب محمود السقا- رام الله
لم نُفاجأ، كأسرة رياضية، من لجوء الاحتلال إلى عرقلة وصول بعثة فريق شباب خان يونس، إلى محافظات الوطن الشمالية، من أجل إجراء لقاء الرد أمام أهلي الخليل في كأس فلسطين، فقد سبق وأن تعمد عرقلة وصول بعثة الأهلي إلى غزة، في تدبير بائس، ينمّ عن جنون هذا الاحتلال، وعن إصراره على المضي، قدماً، في عربدته، والتوسع في إجراءاته وممارساته القهرية.
وإذا كان الاحتلال سمح، فقط، لأحد عشر لاعباً من فريق شباب خان يونس، من بينهم حارسا مرمى، فإنه سبق وأن سمح لأربعة عشر لاعباً من الأهلي بالوصول إلى غزة.
ولم يكتف الاحتلال بعرقلة وصول كافة أفراد بعثة شباب خان يونس، بل أخذته العزة بالإثم، فترك البعثة تنتظر لمدة اثنتي عشرة ساعة، في ظروف لا تمت للإنسانية بأي صلة، وبعد أن مارس ساديته المُفرطة، قرر إعادة ستة لاعبين.
سلوك الاحتلال، القبيح والمتوقع، يكفي لأن ينال عليه ليس، فقط، الاستنكار والإدانة والشجب، على أهميتها، بل التأنيب والتقريع والفضح الكامل لممارساته، فلا يُعقل والحالة هذه، أن يواصل الاحتلال سياساته البشعة بحق الرياضة والرياضيين الفلسطينيين، من دون أن يتم كبحه، وهذا ما ينبغي على «الفيفا» أن يتكفل ويتعهد القيام به، من خلال زجر الاحتلال، وقرع الأجراس القوية في وجهه كي يتوقف ويكفّ عن سلوك اللامبالاة والزعرنة، الذي يمارسه، صباح مساء، في وجه الرياضيين الفلسطينيين.
نفهم أن تنامي وتعاظم دور الحركة الرياضية الفلسطينية هو ما يُزعج الاحتلال ويغضبه، ولذلك فإنه يجد ضالته المنشودة في النزوع باتجاه عرقلتها، ووضع العصي في دواليبها، ظناً منه أنه سيحدّ من حراكها وتأثيرها، وتغلغلها في مختلف الأوساط الفلسطينية، وفي مقدمتها النخبوية.