لقاء الأحبة النظيف

كتب محمود السقا- رام الله
الأهم من النتيجة في ذهاب كأس فلسطين أن شَمْل الأسرة الكروية في رئتي الوطن التأم بإنجاز لقاء أهلي الخليل وشباب خان يونس، رغم محاولة الاحتلال المحمومة عرقلة المواجهة، برفض السماح لثمانية من لاعبي الأهلي الدخول الى محافظات الوطن الجنوبية في تصرف أرعن، يُرسخ في الأذهان بؤس الاحتلال وجنونه، وإصراره على وضع العصي في دواليب الحركة الرياضية، ظناً منه انه سيحدّ من نجاعتها وحيويتها وديناميكيتها التي لن تهدأ ولن تتوقف.
فنياً، جاء اللقاء متوسط المستوى، وهذا امر متوقع وطبيعي، خصوصاً وان الموسم الكروي الجديد لم يبدأ بعد، فضلاً عن ان كافة الفرق في حالة استرخاء طال أمدها، بعد موسم كروي حافل.
النقص العددي لم يُؤثر على أداء الأهلي، وهذا يُحسب للطاقم الفني، بقيادة المدرب النابه، ايمن صندوقة، بدليل أن صاحب "الرداء الأحمر"، أمسك بصولجان اللقاء، وفرض أسلوبه ومنطقه على الملعب، بفضل سيطرته، الواضحة والحاسمة، على منتصف الميدان، وإغلاق المنافذ الخلفية بإحكام، ومما ساعد على ذلك وجود حارس مرمى واعد وواثق من إمكانياته وقدراته، رغم غياب السواد الأعظم من رجال خط الظهر، وفي مقدمتهم احمد حربي والظهير العصري، عبدالله جابر.
ما لفت الانتباه ان أهلي الخليل عكس جهداً بدنياً لافتاً ورائعاً، وتجلى ذلك، بوضوح، من خلال الانقضاض على الكرة، واستعادتها بكل سهولة ويسر عند فقدانها، واللعب بنفس الروح القتالية حتى آخر دقيقة.
كان بإمكان الأهلي ان يزور شباك شباب خان يونس اربع مرات على اقل تقدير، لكن الرعونة الزائدة في التسديد والاحتفاظ بالكرة حال دون ذلك، لا سيما واللقاء يقترب من نهايته.
فريق شباب خان يونس بدا عادياً، وغير منظم على الإطلاق، ولم يُهدد مرمى الأهلي سوى بكرة يتيمة، وكان مصدرها محمد بركات، الذي لم يعكس المستوى المتوقع منه كلاعب له وزنه وثقله.