تصرف أخرق

كتب محمود السقا- رام الله
ليس هناك ما هو أجمل وأرفع شأناً وقيمة ومكانة من الأخلاق والمعاملة الحسنة، أليست الكلمة الطيبة مثل الشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء؟
هكذا يقول المولى، عز وجل، وهو أصدق القائلين. ألم يقل الشاعر: هي الأخلاق تنبت كالنبات/ إذا سُقيت بماء المكرمات.
أكتب هذه العبارات، وأنا أتابع كيف أن حادثة اعتداء مدرب فريق المصري البورسعيدي، حسام حسن، على مصور صحافي، يعمل في العلاقات العامة في جهاز الشرطة المصري، ما زالت تتفاعل وتتأجج حتى استقر بها المطاف إلى إصدار حكم يقضي بحبس حسام حسن مدة أربعة أيام على ذمة التحقيق.
إن أي تصرف متواضع إنما ينعكس على صاحبه بالسلب والوبال، وفي تقديري فإن حجم التداعيات السلبية يكون اكثر جُرماً عندما يتعلق الأمر برجل مؤثر ومرموق، وحسام حسن، واحد من الشخصيات الرياضية، التي ملأت الآفاق إبداعاً ونجومية وضجيجاً، بفعل إمكانياته وقدراته وتعدد مواهبه وإنجازاته.
فقد كان علماً بارزاً، عندما كان لاعباً، وقد ترسم نفس الخطى عندما نزع باتجاه التدريب، بدليل أن نتائجه تتحدث عنه، فهو الذي عرقل مسيرة الأهلي الظافرة في هذا الموسم، وهو الذي مارس نفس النهج أمام الزمالك فعرقله بتعادل.
نجومية وإبداع وتفوق حسام حسن لا يمكن ان تنأى به عن تلقي سهام النقد النافذة، رداً على المطاردة، التي بادر إليها، أمام عدسات الكاميرات، وكان ضحيتها مصور صحافي، وقد تواصلت المطاردة حتى أمسك الجاني، حسام حسن، بالضحية، فطرحها أرضاً وشرع في توجيه اللكمات لصاحبها.
هذا تصرف أخرق، ويستوجب ليس فقط السجن، بل التوقف النهائي عن التدريب، لأن الرياضة، بكل ألوانها، وُجدت من اجل غرس مبادئ وقيم أصيلة ونبيلة على نحو: إشاعة أجواء الروح الرياضية، وتعزيز الانتماء والوفاء لدى اللاعبين والجماهير، من خلال رسائل الملاعب والميادين الرياضية الطافحة بالإيجابية