تيسير عامر اسم لمع في ملاعب كرة القدم الفلسطينية, عشق كرة القدم فعشقته جماهيرها, عانى كثيرا لكي يردد النشيد الوطني مع جنود المنتخب الفلسطيني وعندما حانت الفرصة لم يضيعها فأصبح في فترة وجيزة لاعبا مؤثرا ورقما صعبا يراهن عليه المدربون الذين تعاقبوا على قيادة منتخب فلسطين، لفت أنظار أندية الأردن فاحترف في صفوف احدها وكان قريبا من تمثيل الكرة الفلسطينية في دوري النجوم بقطر قبل أن تمنعه فلسطينيتة من قبول العرض، وفيما يلي نص اللقاء الذي أجراه الزميل مهند دلول من شبكة اطلس سبورت مع اللاعب الموهوب ذو الـ 28 عاما ابن مدينة قلقيلية  ليطلعنا على أخر طموحاته وأخباره،:

سنتحدث في البداية عن فترة احترافك في الأردن مع نادي شباب الحسين فكيف تقيم هذه الفترة؟
 كانت فترة احترافي مع شباب الحسين مفاجئة لأنني ذهبت إلى الدوري الأردني في مرحلة الإياب كلاعب تعزيز بسبب وضع النادي الحرج على سلم الترتيب حيث كان شباب الحسين يواجه خطر الهبوط فاحترفت هناك لمدة 4 شهور والحمد لله كانت فترة ناجحة بكل المقاييس حيث كان النادي يحتل المرتبة التاسعة وبعد مشاركتي بتسع جولات أصبح ترتيب الفريق الخامس في الدوري وسجلت حينها 8 أهداف مع الفريق في ذلك الوقت.

 ولماذا عدت إلى أهلي قلقيلية بالرغم من رغبة شباب الحسين في تجديد عقدك؟
 لكي تعلم فقد تم تقديم عرض جديد لي لكي احترف في شباب الحسين من بداية شهر 1-2006 إلي شهر خمسة والسبب هو وقوع النادي في نفس الأزمة السابقة.

 لكن مع نهاية فترة احترافك الأولى الم يتم تقديم عرض رسمي من النادي لك للتجديد؟
 لقد تم تقديم عرض لي وتحدثوا معي وأنا في الأردن وكان العقد الجديد يمتد لسنة كاملة لكن كان الحديث في فلسطين عن الدوري التصنيفي وطلب نادي أهلي قلقيلية مني العودة بسبب حاجته لخدماتي وكما تعلم هو النادي الأم ولا أستطيع أن أرفض طلب المشاركة معه.

 الكابتن تيسير شغلنا كثيرا بعروض الاحتراف التي قدمت لك، فماذا عن عرض اللعب في قبرص؟
 هذا العرض كان في عهد المدرب النمساوي الفريد ريدل وكنا في ذلك الوقت نخوض معسكرا في الإسماعيلية بمصر وأجرينا بعض المباريات الودية مع عدة منتخبات عربية وتابعنا من الملعب بعض السماسرة وبعد انتهاء الحصة التدريبية جاءني أحد السماسرة وقدم لي عروض للاحتراف في قبرص ولبنان وفي البداية تحدثنا عن عقد الاحتراف في لبنان لكن منعت من دخول لبنان بسبب عدم وجود وسيط ، ومن ثم اتخذت قرارا للنظر في عقد الاحتراف في قبرص بحيث أسافر إلى قبرص ومن ثم يتم قيدي في أحد النوادي القبرصية هناك لكنني تفاجأت أن العقد يمتد إلى سنتين متواصلتين بعكس جميع الأندية التي يمتد عقدها إلى 6 شهور أو سنة كأقصى حد ومن ثم يتم التخيير بالاستمرار من عدمه , فكنت متخوفا من النجاح في قبرص ومن ثم البقاء على نفس العقد إضافة إلى ابتعادي عن عائلتي في حال الاحتراف في قبرص .

 لكن ألم تحصل على تفاصيل أدق في العقد كاسم النادي مثلا؟
 لم يتم تحديد أسماء الأندية ولكن كان المطلوب هو التوقيع على عقد احتراف يتم من خلاله الاتفاق على مبلغ معين بينك وبين السمسار مقابل فترة احترافك في النادي بغض النظر عن الفارق بين العقد الذي سيضعه النادي وكم سيربح السمسار وبعد ذلك يأتي دور السمسار بإدراجك في أحد الأندية بناءا على متابعته لأدائك فمثلا كنت سأحترف في لبنان كمهاجم . وفي عقد قبرص كنت مصابا وأخبرته بذلك فأجلنا الموضوع لأخر العام وطلب مني التفكير وأعطي رقم هاتفه إلى نادي أهلي قلقيلية.

 وما هو العقد المقدم من تشيلي وبالتحديد من نادي فلسطين؟
 كان هذا العقد من قبل المدرب نيكولا شهوان وجمال زقوت حيث طلبا مني السفر مع لاعب من غزة إلى تشيلي وبالتحديد نادي فلسطين للاحتراف هناك.

 ولماذا رفضت هذا العرض؟
 لأنني سأبتعد عن عائلتي إضافة إلى طلب نيكولا شهوان مني أن أضع في عين الاعتبار عند السفر إلى تشيلي لا يمكنني طلب العودة إلى فلسطين في أي وقت لان تذكرة الطائرة تصل قيمتها إلى 1800 دولار بالإضافة إلى صعوبة الاتصالات هناك فقد سافرت قبل ذلك مع بعثة المنتخب الوطني لأداء معسكر في تشيلي وعسكرنا هناك 27 يوما فإذا أردنا الاتصال كنا نتوجه إلى السفارة الفلسطينية بسبب ارتفاع تكاليف الاتصال هناك ولذلك لم أتحمس لهذا العرض وقررت الاحتراف في الأردن .


 يبدو أن مشوارك مع العروض كبير جدا فماذا عن العرض المقدم من قطر وبالتحديد من نادي السد؟
 العرض كان أيضا من نفس السمسار وحدد لي نادي السد أو أي ناد أخر للاحتراف في صفوفه وكان المطلوب أن استمر في قطر شهرا متواصلا لكن المشكلة هي أنني فلسطيني وهذا ما منع احترافي في قطر

 وما هي المشكلة في كونك فلسطيني؟
 عند المفاوضات كان يتحدث معي وكأنني سأقبل أي عرض يقدمه لي بسبب كوني فلسطيني فرفضت حينها وأخبرته بتقديم عروض عديدة لي من الأردن وحتى لو اضطررت للعب في فلسطين لن أحترف في قطر وغادرت ومن ثم أعاد محاولة الاتصال بي لكنني رفضت وهذا بغض النظر عن روعة الدوري القطري وقوته

 لو تحدثنا عن المنتخب الفلسطيني واستدعائك لتمثيلنا في دورة غرب آسيا كيف ترى استعدادات المنتخب؟
 التدريب يتم مرتين يوميا بالإضافة إلى استعدادات اللاعبين مع أنديتها عن طريق الدوري التصنيفي سواء في الضفة أو غزة وهذا مختلف تماما عن الوضع أثناء الانتفاضة التي توقف فيها الدوري ولم يعد بالإمكان تجميع اللاعبين سوى في معسكرات خارجية تستمر لأشهر فغيابنا عن بيوتنا كان يمتد لشهرين وكان ذلك بمثابة مأساة ومعاناة لنا أما اليوم فبالرغم من المضايقات على الحواجز فنحن نخرج من الضفة في التاسعة صباحا لنصل إلى غزة في التاسعة مساءا لكن يعد الوضع الآن أفضل بكثير عما لاقيناه في الانتفاضة.

 لقد أوقعت القرعة منتخب فلسطين مع منتخبات لعبنا معها كثيرا وهي سوريا والكويت وقطر كيف ترى القرعة؟
 أنا لا أنظر إلى المنتخبات التي سنواجهها في البطولات بغض النظر عن قوتها لكن الأهم هو تقديم عرض يليق بسمعة المنتخب الفلسطيني الذي أحرج هذه المنتخبات في وقت سابق فقطر حققنا معها نتائج ايجابية وكذلك سوريا أما الكويت فقد أحرجناها في إحدى البطولات على أرضها وتسببنا في خروجها من الدور الأول ونأمل التوفيق من عند الله.

 وكم ترى حظوظ المنتخب الوطني في تخطي الدور الأول؟
 حظوظ المنتخب الوطني تتراوح مابين 50% - 60% .

 ما هي طموحات تيسير عامر وما هو الشئ الذي ينقصك كلاعب؟
 الحمد لله لقد حققت أمور كثيرة من طموحاتي فقد خضت تجربة الاحتراف وانضممت لصفوف المنتخب الوطني الفلسطيني الذي وصلت له بعد معاناة كبيرة وحاليا أمامي العديد من عروض الاحتراف وسأنظر إلى العروض المقدمة من أندية عربية بعيدا عن عروض الاحتراف في أوروبا كقبرص لكن الذي أطمح له هو الهروب والابتعاد عن الإصابات لأنني منذ فترة أعاني منها وهناك إصابة تعرضت لها منذ 3 شهور وشفيت منها حديثا.

 لكنني ألاحظ أنك تهتم بالعروض المقدمة من الدول العربية ألا ترى أن الاحتراف في أوروبا هو طموح أي لاعب ؟
 أنا أتمنى اللعب في أوروبا لكن العروض التي تقدمت لي كما قلت لك لم تكن جيدة وبسبب حياتي طوال عمري في فلسطين قد أكون متخوف نوعا ما من الابتعاد كثيرا عن أرض الوطن.

 وكيف ترى دوري الضفة الغربية؟
 دوري الضفة سئ فقد بدأ الدوري التصنيفي في الضفة منذ شهرين أو ثلاثة ونحن في نادي أهلي قلقيلية لم نلعب سوى مباراة واحدة وهذا أمر لا يشجع أبدا فمرة يؤجل الدوري بسبب الأمطار ومرات بسبب الأحداث إضافة إلى أسباب أخرى فاللاعب إذا تقدم مستواه 10 % يؤدي التأجيل إلى تراجعه 30 % فنحن نتمنى أن نشارك في دوري مستمر لدرجة أن هناك بعض اللاعبين انتهت حياتهم الرياضية على دوري واحد ونأمل من الله أن يسير الدوري بنجاح هذا الموسم.

 نتمنى كلمة أخيرة من الكابتن تيسير عامر؟
 نأمل أن نهتم بالشباب والبراعم والأشبال في الرياضة الفلسطينية فلا يجب الاهتمام بهم عند وجود بطولة فقط وأتمنى أن ننظر إلى كرة القدم في أوروبا لأنها كرة قدم ناجحة جدا ونأمل أن يتحسن وضع الرياضة الفلسطينية في ظل الانسحاب من القطاع ونأمل من السلطة أن تأخذ بعين الاعتبار لاعبي المنتخب الفلسطيني الذين يتركون أعمالهم رغبة في تمثيل الوطن ومن ثم بعد الاعتزال لا يتبقى لهم شئ ليعيشوا منه فلا يجب أن تكون نهاية لاعبي المنتخب الفلسطيني كحراس للبوابات .