لم أجد مَنْ يساندني...

كتب محمود السقا- رام الله
وكأني بمدرب إيطاليا يُردد بيت الشعر القائل: ما أكثر الإخوان حين تعدهم/ ولكنهم في النائبات قليل. فقد شكا "كونتي" من ظلم رجال الصحافة والإعلام، مشيراً الى انهم أشبعوه نقداً وتقريعاً، عشية انطلاق منافسات "اليورو"، التي تدور رحاها، حالياً، في فرنسا.
كونتي قال: لم أجد مَنْ يساندني، سواء في الصحافة المكتوبة او سائر وسائل الإعلام، لكنه لم يسمح للإحباط واليأس وانعدام الثقة ان يتسلل الى نفسه، بل واصل نهجه التدريبي، وانتصر لخياراته في المنتخب، وتمسك بطرق اللعب، التي طبقها، فبدا المنتخب الإيطالي رشيقاً وأنيقاً وبهياً، ونزع عن كاهله أردية الخطط الدفاعية، التي طالما اشتهر بها، واستعاض عنها بالمزج البارع بين التنظيم الدفاعي المُحكم والملتزم والمنضبط، والرد على المنافسين بهجمات منظمة ومثيرة وسريعة وحافلة بكل ألوان الخطورة.
بالأمس، رد كونتي على منتقديه، عندما قدم واحدة من ابدع واجمل المعزوفات الكروية أمام ألمانيا، رغم خسارة منتخبه بركلات الحظ بواقع 6-5، في أعقاب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، لقد تجلت الدراما الكروية بأرفع صورها، حتى في دقائقها، التي زادت على 120 دقيقة، فعايشنا فصولاً من المتعة والإثارة والندية، واستمتعنا بوجبة كروية كاملة الدسم.
وقد تابعنا في الفصل الأخير من المشهد المثير 18 ركلة ترجيحية، فعانقت الشباك 11 ركلة، في حين أبت 7 ركلات ولوج الشباك، إما بسبب رعونة اللاعبين، بالضبط كما فعل الثالوث الألماني اوزيل ومولر وشفاينشتايغر، وكلهم مخضرمون وأصحاب خبرة.
لقد تابعنا فنون الكرة تتجلى، مثلما تابعنا كيف تكون العزيمة والإصرار والحماس أسلحة فتاكة، وكيف ان اللياقة البدنية هي سيدة الموقف، وهي العنصر الأهم في اللعبة؟
دراما، الأمس، لم تترك، لا صغيرة ولا كبيرة في عالم "الجلد المنفوخ" إلا وأتت عليه، وعلى رأس ذلك خطط اللعب الجديدة، خصوصاً، التي نزع باتجاهها مدرب المانشافت "لوف" حينما اعتمد على ثلاثة لاعبين في قلب الدفاع، وخمسة في الوسط، من اجل السيطرة على منطقة المناورة.