بال سبورت :  

كتب محمود السقا- رام الله

اللغة التي أصبحت تتصدر واجهة كرة القدم، خاصة والحركة الرياضية على وجه العموم، لا تخرج عن إطار الأرباح المالية، التي تتم جبايتها من هذين القطاعين المهمين والحيويين.
وبقدر ما أن هناك فكراً واعياً ومستنيراً وقادراً على اجتراح مبادرات من شأنها إغراء وإغواء المؤسسات والشركات ورجال الأعمال وحفزهم على الامتزاج والتفاعل مع نبض الحركة الرياضية، بقدر ما يكون الحصاد المالي وفيرا.ً
خُذ مثالاً على ذلك، فإن المونديال الأوروبي، الذي انطلقت شرارته، قبل ايام، سيحصد مليار وثلاثمائة مليون يورو، خلال شهر، وانه سيوفر آلاف فرص العمل للشباب، وسوف يساهم في إثراء وتعظيم الحركة السياحية، وجلب المزيد من الملايين لعاصمة "النور"، وسواها من المدن الفرنسية.
تأثير الكرة لم يحد من اندفاع الحركة السياحية، ولا من الإقبال الجماهيري، رغم وجود العديد من التحديات، وفي مقدمتها الهجمات الإرهابية، او حتى الكوارث الطبيعية، والتي تم التعبير عنها بالفيضانات، التي ضربت فرنسا، مؤخراً، وخلّفت دماراً رهيبا.ً
مثل ذلك لم يفتّ في عضد عشاق الكرة، ولم يدفعهم لإعادة النظر في الزحف الى فرنسا، بل إن أعداد الإنكليز والألمان سجلت النسبة الأعلى في الحضور، وظهر ذلك من خلال حجز التذاكر، عبر شبكة الإنترنت.
الفرنسيون لم يكتفوا بتكريس يورو، من اجل تفعيل السياحة وجلب المليارات، بل انحازوا، بقوة، لإعلاء قيم سامية وأصيلة، وفي مقدمتها غرس الانتماء والوفاء وحب الوطن وكرة القدم في نفوس الأطفال والناشئة، وتعزيز قيمة العمل التطوعي في نفوس المواطنين، كافة، لدرجة ان سبعة آلاف أبدوا رغبتهم بالعمل في "اليورو"، وتخصيص أربعين مليون يورو، من اجل مساعدة الأندية الصغيرة كي يكون لديها ملاعب تدريبية، أو تأهيل مقراتها، وصقل مدرسي التربية الرياضية عن طريق الزج بهم في دورات متدرجة