شريط الأخبار

قوة الشخصية

قوة الشخصية
بال سبورت :  


كتب محمود السقا- رام الله

قيل: "الحزم أبو اللزم"، وهذا مأثور عربي أصيل، وقيل أيضاً: إن قوة الشخصية، وتحديداً المستندة الى المهنية والموضوعية والصدق والثبات والتوازن في التعامل، أحد أهم وأبرز مرتكزات النجاح، والإبداع والتفوق ومعانقة كافة ألوان المجد.

شيء من هذا القبيل مارسه، قولاً وفعلاً، زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد الإسباني، ورغم حداثة تجربته التدريبية، وهذا ما اعترف به شخصياً، إلا انه فاز بكأس دوري أبطال أوروبا، وهو أرفع الألقاب شأناً وقيمة ومكانة ومنزلة، علماً ان زيدان تسلم مقاليد التدريب في النادي "الملكي" في شهر شباط الماضي، خلفاً للمدرب الإسباني "بنيتيز".

كيف أعاد زيدان "الريال" الهشّ والهزيل الى وضعه الطبيعي ومكانته، ودفع به كي يصطف في مقدمة الأندية المرموقة بعد ان كان يتخبط في مسابقتي: الدوري والكأس الإسبانيتين، لدرجة انه تخلف عن غريمه التقليدي في فترة من الفترات، بواقع اثنتي عشرة نقطة، وكان في حال تيه وعدم اتزان؟ لقد مارس زيدان قوة شخصيته، وفرضها على كافة اللاعبين، دون استثناء، وهذا أمر مهم، فالعمل الجاد يحتاج الى متابعة ومواكبة وانتصار للمواهب والكفاءات، مثلما يحتاج الى العنصر الأجهز والأفضل والأميز، بعيداً عن لغة العواطف، أو حتى الأسماء الرنانة، فالانتصار للعواطف غالباً ما يفضي الى الفشل الذريع والنهايات غير السعيدة.

قوة شخصية زيدان تجلّت، بوضوح، من خلال عدة مواقف، ربما في مقدمتها نهائي دوري أبطال أوروبا، عندما انتصر الى الموهبة البرازيلية اليافعة، والمقصود، هنا، اللاعب "كاسيميرو"، على حساب اسمين كبيرين هما: "خميس رودريغيز"، "وإيسكو"، وكلاهما جلس على مقاعد البدلاء، في حين لعب "كاسيميرو" أساسياً، وتمحورت مهمته في الربط بين خطي الدفاع والوسط، وقطع الكرات، وسد الثغرات، لا سيما في خاصرتي او محوري الجنب.

إن قوة الشخصية، التي مارسها زيدان مع لاعبي ريال مدريد، ينبغي أن تكون نموذجاً بحيث يحتذي به مدربو فلسطين، من دون تردد او تلكؤ، فاحترام قرارات المدرب أمر لا نقاش ولا جدال فيه، باعتباره حقا طبيعيا ومكتسبا له.

مواضيع قد تهمك