كتب محمود السقا- رام الله

المواقف المسؤولة لا يمكن ان تصدر إلا عن أناس وأشخاص يتسلحون بكامل الوعي والثقة بالنفس، وتغليب كل ما هو عام على الخاص.

كان لا بد للمراقب المُنصف والغيور ان يخصص وقفة كاملة وهو يطالع، باعتزاز، التصريحات الصادرة عن رئيس مجلس إدارة مركز شباب الأمعري، في أعقاب إسدال ستائر دوري المحترفين الأسبوع المنصرم.

ماذا صرح النائب جهاد طمليه بالضبط؟ لقد بادر الى تهنئة نادي شباب الخليل بحصوله على كأس الدوري، وهو الذي كانت خزائنه المُترعة تفتقد له. تهنئة النائب المحترم، جهاد طمليه، جاءت في ظرف دقيق، وربما عصيب، أيضاً، كيف لا وفريقه الأمعري، ودع دوري الأضواء مغادراً الى مصاف أندية الدرجة الأولى، وهو الذي دشن دوري المحترفين قبل ستة مواسم بالحصول على أول كأس في المسابقة؟

لو ان النائب طمليه لاذ بالصمت، ولم يُقدم واجب التهنئة لنادي شباب الخليل لما سجل احد الملامة عليه بما في ذلك أسرة نادي شباب الخليل نفسها، لأن فريقه هبط، وهو الفريق، الذي كان رقماً صعباً ومحورياً في معادلة الكرة الفلسطينية، لكن رئيس مجلس إدارة الأمعري لم يشأ الاعتصام بفضيلة الصمت، ووجد ان موقعه، أكان على الصعيد الرياضي او السياسي والاجتماعي، يُحتم عليه ان يتسامى على الأحزان والجراح، وان يشارك النادي، الذي ظفر بكأس الدوري، إيماناً منه بأهمية توثيق عرى الروابط والوشائج بين أندية وشباب الوطن، وهذه لعمري قمة المسؤولية.

نقطة أخرى لفتت انتباهي في تصريحات النائب طمليه، وهي بالمناسبة ذات علاقة وصلة بكيف تكون المسؤولية، عندما اكد، بما يشبه الثقة واليقين، ان فريق الكرة في مركز الأمعري سوف يعود الى مكانه الطبيعي في دوري المحترفين، وأن غيابه لن يطول، وأنا على ثقة ان طمليه يعي ويدرك ما يقول.. أمنيات التوفيق.