كتب محمود السقا- رام الله

في الوقت الذي اتضحت معالم بطل كأس فلسطين في محافظات الوطن الجنوبية، بتتويج فريق شباب خان يونس بطلاً، فان ملامح البطل في محافظات الوطن الشمالية ما زالت ضبابية، ذلك ان هناك فِرقاً ما زالت تتأهب للعب في الدور ربع النهائي، في حين ان فريقي: هلال القدس ومركز بلاطة كانا السباقين في طَرْق بوابات المربع الذهبي.

بطولة كأس فلسطين بطولة رسمية اتحادية، تتبوأ المركز الثاني من حيث الترتيب والأهمية في المسابقات الرسمية الاتحادية، لكنها اكتست أهمية مضاعفة، خلال الموسمين الفائتين، خصوصاً بعد ان نجح اتحاد الكرة في جمع الفريقين البطلين في الضفة الغربية وقطاع غزة في لقاءين تاريخيين، من اجل فرز بطل فلسطين. فكرة إقامة لقاءين بطريقة الذهاب والإياب في قطاع غزة والضفة الغربية فكرة عظيمة القيمة والشأن والأهمية، ليس فقط على الصعيد الرياضي، على أهميته الكبيرة والواسعة، بل يتعدى الأمر ذلك ليشمل الشق الاجتماعي والسياسي.

مجرد التقاء الشباب الفلسطيني، بعضه بعضاً، فهذا إنجاز هائل ولا يُقدر بثمن، لأن رسالة الرياضة، تنهض على تفاعل الشباب وتقاربهم وتعاونهم وتنافسهم بحب وإخوة وشرف، بعيداً عن التعصب والشد العصبي، فلقاء الشباب اهم من لغة النتائج. لقد رسم لقاء أهلي الخليل والشجاعية في الموسم الفائت لوحة بشرية بديعة وزاهية الألوان، في كل من غزة والضفة.

لقد كان اللقاء موضع جذب واستقطاب وتفاعل جماهيري، وقد شكل ذلك مكسباً هائلاً. إن بالإمكان الذهاب بعيداً في استثمار واستغلال مثل لقاءات كهذه، أكان على صعيد التسويق أو الترويج للقيمة العظمى الناشئة عن ممارسة الرياضة بأنواعها بحيث تصبح ثقافة مجتمع، كي نستطيع من خلالها إيصال رسائل جوهرية حافلة بالمعاني والمغازي والدلالات السامية والنبيلة.