تكريم الأحياء...

كتب محمود السقا- رام الله
جرت العادة أن يتم تكريم أصحاب البصمات والأيادي البيضاء، من أسرة الحركة الرياضية، عندما يترجلون تاركين الدنيا وما فيها، من دون التفكير بتكريمهم وهم أحياء، وفي كامل حضورهم الذهني والبدني.
هذه العادة في طريقها للتواري والاختفاء، لأن هناك من أخذ يُبادر مشكوراً، في تكريم الأحياء، قبل أن يُلقوا تحية الوداع باتجاه رحلة الخلود الأبدية.
لقد راقت لي، كثيراً، فكرة تكريم الرياضيين المخضرمين، نادي خوري، وفايز عبد العال، مطلع الشهر المقبل، لأنها كسرت النمط التقليدي، الذي يقضي بتكريم المواهب والكفاءات الرياضية، التي يُغيبها الموت، الذي لا بد منه.
تكريم شخصين سبق وأن كان لهما شرف اللعب في لقاء، جرى في نهايات خمسينيات القرن الماضي، وتحديداً بين فريق الموظفين المقدسي العريق، ومنتخب جبهة التحرير الوطنية الجزائرية خطوة في الاتجاه الصحيح، لأنها تحمل في ثناياها ومضامينها رسائل جوهرية حافلة وفي مقدمتها أن رجال الحرس القديم من المواهب الرياضية ستبقى حاضرة في الأذهان، ولن تبارح الذاكرة الجمعية الرياضية، ولن تكون مجرد إرث مهمل ومتروك من دون التفاتة مستحقة وواجبة.
إن خطوة تكريم نادي خوري وفايز عبد العال، ينبغي أن تمنح الأضواء الخضراء لعهد جديد، يقضي بتكريم الأحياء، وعلى نطاق واسع، حتى نضمن بقاء واستمرار عطائهم، وحتى يكونوا نموذجاً فريداً للأجيال والناشئة، كي تترسم خطاهم ونسير على نهجهم.