الأعظم من النجاح

كتب محمود السقا- رام الله
ليس هناك ما هو أعظم من النجاح سوى النجاح نفسه، وفي تقديري ان أسرة مركز طولكرم، رفعت هذا الشعار، فكان من الطبيعي ان تتحالف مع النجاح، ومع الفرح، فرسمت، بذلك، أروع الابتسامات وأعذبها على وجوه وثغور الآلاف من أبناء المخيم، الذين يجدون ضالتهم المنشودة في كرة القدم.
بالأمس، تدثر مركز طولكرم بثوب البطل، ونام محبوه وأنصاره، وما اكثرهم، ملء جفونهم، في أعقاب عودته الميمونة الى حيث دوري المحترفين، الذين غادروه في سنوات خلت، وتعثر في الرجوع إليه، لكنه عاد أخيراً، لأنه تسلح بالعزيمة والإصرار وقوة الإرادة.
اعتباراً من الموسم الكروي المقبل سوف يصطف مركز طولكرم في طابور فرق المحترفين، وهذا هو مكانه الطبيعي والمنطقي، ما يعني ان الشروع في ترتيب بيت "السمران"، ينبغي ان يبدأ بعد فترة استراحة المحارب، والتي آمل ألا تطول وتمتد، رغم طول الفترة، التي تفصلنا عن الموسم الكروي الجديد، ربما أربعة اشهر، لكن حذار من الخلود الى النوم، وحذار من السماح لسيف الوقت ان يفرض نفسه وكلمته وسطوته.
لقد اكتوى مركز طولكرم بنيران الهبوط الحارقة، وليس مسموحاً ان يكتوي، لا قدر الله، بها من جديد، خصوصاً وانه حسم بطاقة الصعود قبل انتهاء المسابقة بمرحلتين. إن فريقاً يُحقق هذا الإنجاز بمقدوره ان يكون رقماً صعباً في دوري المحترفين، خصوصاً اذا استعد جيداً، واطمأن، منذ الآن، على وضع الفريق، من خلال برمجة تدريبات مُعززة بلقاءات تجريبية للتعرف على مكامن القوة والضعف.
مبروك لأبناء المركز صعودهم، وتحية إكبار وإعزاز لأبناء المخيم، الغُر الميامين، لأنهم لم يتركوا الفريق، لحظة واحدة، بل ساندوه وآزروه، وشدوا من أزره لإيمانهم بعظمة وأهمية الرسالة التي يضطلع بها.