شريط الأخبار

دروس من وحي الكلاسيكو

دروس من وحي الكلاسيكو
بال سبورت :  


كتب محمود السقا- رام الله

الصدق والموضوعية وقول كلمة الحق، والانحياز للمنطق، كلها صفات حسنة وحميدة، ولا يتمتع بها الا كل مَنْ يستأنس في نفسه الثقة والقدرة على اثبات الذات والوجود بالأدلة والبراهين والشواهد.
ثمنت، عالياً، صراحة مدرب برشلونة الاسباني "لويس انريكه" المتناهية عندما اعلن بكل صدق وموضوعية ان فريق ريال مدريد الاسباني كان يستحق الفوز على برشلونة، لأنه كان الأفضل والأجود خصوصاً في ترجمة الفرص، على قلتها، الى اهداف، بعكس برشلونة، الذي بدا مُنهكاً.
هذا هو منطق الكبار الاعتراف المستند الى المهنية الخالصة، وليس العصبية او ردة الفعل المتشنجة والجوفاء، لم يجد "لويس انريكه" حرجاً من الاشارة الى ان الغريم التقليدي، الريال، استحق الفوز في موقعة الكلاسيكو التي تابعها العالم، وكانت عبارة عن عرس كرنفالي بهيج، وكانت، ايضاً، عبارة عن درس بليغ في الوفاء والاعتراف بالفضل لمدرب غيبه الموت، مؤخراً، وصنع مجداً تليداً لبرشلونة، إنه الراحل الهولندي الطائر، يوهان كرويف، مُكتشف "غوارديولا"، مدرب فريق بايرن ميونيخ الحالي، عندما كان يحبو في ملاعب الكرة، وصاحب الفضل في نقل مزايا الكرة الشاملة من هولندا الى برشلونة، والتي تعني الاستحواذ، وتمرير الكرة بسرعة واحتلال موقع مناسب من اجل تسلمها، وانهاك المنافس بالكرات القصيرة.
في موقعة الكلاسيكو فرض منطق الكرة نفسه، فقد كانت الغلبة في نهاية المطاف للارادة والتصميم والعزيمة، وكانت للياقة البدنية، التي تمتع بها ريال مدريد، حتى اللحظات الاخيرة، فكان يرد بهجمات خاطفة وسريعة، اربكت تحصينات "البرسا" فكان من الطبيعي ان يتم زيارة الشباك مرتين.
برشلونة، الذي تجرع الهزيمة، كان يستحقها بالفعل، فالثلاثي المُرعب لم يكن في يومه، وشخصياً فانني التمس له العذر، فقد بدا التعب والوهن واضحاً على آداء ميسي ونيمار وسواريز.

مواضيع قد تهمك